[ قوات المعارضة يُصلّون في حلب شكراً لله بعد تحرير المدينة ]
أحدثت عملية استعادة مدينة حلب لفصائل المعارضة السورية، الجمعة، في المعارك المحتدمة مع قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية، تفعلا واسعا بين أوساط اليمنيين.
وأعلنت فصائل المعارضة السورية، سيطرتها على عدة أحياء في مدينة حلب بعد معارك محتدمة مع قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، ضمن عملية عسكرية بدأتها الأربعاء مطلقة عليها "ردع العدوان" في شمال غربي سوريا.
وسيطرت فصائل المعارضة على مناطق حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة وحي الحمدانية في مدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري.
وطبقا لتقارير إعلامية، فإن أصوات تكبيرات سمعت في مساجد ريف حلب الشمالي بعد وصول فصائل المعارضة إلى تخوم مدينة حلب. ونشرت فصائل المعارضة السورية صورا لمقاتليها من حي الميدان وسط مدينة حلب.
وعرضت الفصائل صورًا تُظهِر استخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف عدد من المواقع العسكرية التابعة للنظام السوري في ريف حلب.
ولاقت العملية تفاعلا واسعا في اليمن، على غرار ما يحدث في بلدهم اثر انقلاب جماعة الحوثي المدعومة من إيران كامتداد للعبث والانتهاكات التنكيل التي تمارسها تلك الفصائل المدعومة من طهران سواء في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
وفي السياق قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، "الطريق إلى القدس يمر عبر حلب ودمشق"، في إشارة إلى تصريحات سابقة لأمين عام حزب الله السابق حسن نصر الله الذي قضى بغارة إسرائيلية.
وأضافت كرمان "كامل التحية والفخر والزهو بثوار سوريا وأعينهم صوب دمشق لتحريرها من الاحتلال والاستبداد معاً". متابعة "تحرير القدس يمر عبر دمشق، أنا مع هذه المقولة".
من جانبه قال الخبير العسكري علي الذهب إن "سيناريو حرب سورية، والعودة المفاجئة لها، يشيران إلى ترحيل السلام إلى عقد من الزمن أو أقل من ذلك، والحاصل إحدى الحروب الظرفية والانتصارات المحدودة".
ويرى أنه لا مجال لقياس أزمة اليمن بها، إلا إذا قنع "طرف إقليمي" بتحمل الكلفة، وهي كلفة باهظة، مؤكدا أن عودة الحرب الحاسمة فيها لم تتوافر أسبابها بعد.
من جهته قال الباحث نبيل البكيري إن "الانهيارات الكبيرة التي يلحقها الثوار السوريون على مدى يومين متتالين بالمليشيات الطائفية المدعومة إيرانيا في حلب وإدلب وشمال سوريا عموماً، هي نتاج جهود ذاتية لهؤلاء الثوار الذين اختطفوا اللحظة وأمسكوا بزمام المبادرة لتحرير الأرض التي هجروا منه قبل سنوات".
وأضاف "أي تكون حسابات القوى الدولية والإقليمية سيبقى هذا النصر حكرا وحصرا لهؤلاء الثوار الأبطال الذين ينبغي أنهم استوعبوا اللعبة جيدا، كما وعوا درس الخذلان جيدا وعرفوا الصديق من العدو والتقطوا زمام المبادرة".
ويرى أن حلب وحمص وحماة ودمشق هذه حواضر الإسلام في الشام التي عاث فيها الطائفيون فسادا وقتلاً وتخريباً على مدى سنوات"، وقال "ها هم أهلها اليوم عائدون لها فاتحون من جديد، وها هم الظالمون ينهارون أمام هؤلاء الأبطال، الذين ظلموا وخذلوا من القريب قبل البعيد، ولكن إرادة الحرية هي من إرادة الله التي يؤيد بنصره كل طالب حق وحرية وكرامة".
بدوره علق الكاتب الصحفي سعيد ثابت بالقول "تحرير حلب الشهباء من رجس عصابات الاحتلال الطائفي الأسدي، ومليشياته الأجنبية سيكون خطوة على طريق تحرير دمشق المحتلة واستعادة الدور القيادي الحضاري والقومي لسورية".
في حين كتب الباحث عبدالسلام محمد، "الحرب في حلب، والرعب عند المحتل في صنعاء"، مشيرا إلى أن الحوثيين يبدون اهتماما بسلام موهوم، وعلاقة جيرة مع السعودية بثياب مكر الثعالب، واستسلاما قدريا لواشنطن تحت راية شعارات الموت الكاذبة.
وقال "ما حصل في حلب سيحصل في الفلوجة وسيحصل في صنعاء، والتركيب عكس التفكيك".
وتابع "حلفاء إيران يتهمون المعارضة السورية المسلحة التي سيطرت على حلب بأن لها دوافع طائفية، ولكنهم تناسوا أن الحروب الطائفية انطلقت من قم والضاحية الجنوبية وكربلاء وصعدة تحت شعار فيلق القدس لتحرير مكة والمدينة".
وأردف عبدالسلام "اليوم يكتوون بالنار التي أشعلوها على يد أطفال المخيمات الذين فقدوا عائلاتهم بالبراميل المتفجرة وأصبحوا شبابا تحركهم عقيدة قتالية ترى في الحرس الثوري والحشد الشيعي وجماعة الحوثي وقوات بشار العلوية عدوا طائفيا انتهك أعراضهم وقتل آبائهم ورمل أمهاتهم ويتمهم ويريد تيتيم أطفالهم".
الإعلامي عبدالله الحرازي هو الآخر كتب "سيحاولون استعادة حلب عندنا، لا أدري هل أقول على الجيش؟ أي فرع منه؟ في إشارة منه إلى العاصمة صنعاء وانقسام المكونات اليمنية في صفوف الشرعية.
وقال "المهم - ومن قبل اخبار تقدمات ريف حلب- هناك في الخفاء، مؤشرات في اليمن لشئ يعد.. مؤشرات لوجستية مقلقة"، حد قوله.
فيما الناشط السياسي هشام المسوري فسخر قائلا "عصابات الأسد تأمل وصول تعزيزات روسية لإنقاذها في حلب، وبوتن ينتظر تعزيزات من العزاعز وقرية الحقب لردع الأوكران".
الأكاديمي يحيى الأحمدي كتب قائلا "هؤلاء الذين تشاهدونهم كالأسود يطاردون مرتزقة إيران في حلب كانوا في 2016 أطفالا مقهورين مشردين، لم ينسوا جحيم سنوات القهر وبؤس الشتات".
وأضاف "المهم ما علينا، تعالوا نسأل عن حالنا: هل لا تزال قضيتنا حاضرة في وجدان الكبار والصغار، أم أن هذا الجيل يتم حشره في هموم الآخرين، وتوزيع ولاءه خارج حدوده، ليبقى هذا البلد خارج التاريخ وفي مرابع الضياع، تحت رحمة المشاريع العبثية والفوضوية والوهمية؟
وقال: لماذا تقفز على أسوأ واقع.. ونصرف هذا الجيل عن قضيته؟ ولمصلحة من؟!
من وجهة نظر أخرى قال القيادي البارز في جماعة الحوثي محمد البخيتي "على جميع المسلمين العمل بصدق وإخلاص على وقف الحرب في سوريا، لأن اشتعالها في هذا التوقيت بالذات يقدم أكبر خدمة لأعداء الأمة"، حسب زعمه.
وقال "هناك حاجة ماسة لعقد لقاء عاجل بين ايران وتركيا وقطر بهدف التوسط لوقف الحرب في حلب ومنع توسعها".
وزعم القيادي الحوثي أن "غرفة العمليات المشتركة التي تم تشكيلها بعضوية أمريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر بهدف إسقاط النظام السوري بدأت في تحشيد من وصفهم بـ"التكفيريين" من كل مكان، وبدأوا بممارسة القتل على الهوية وقطع الرؤوس قبل تدخل ايران وحزب الله".