دفاع إيران عن الوحدة اليمنية نكاية بالسعودية أم تحقيق مكاسب؟ (تقرير)
- خاص الأحد, 18 أغسطس, 2019 - 08:20 مساءً
دفاع إيران عن الوحدة اليمنية نكاية بالسعودية أم تحقيق مكاسب؟ (تقرير)

[ مرشد الثورة الإيرانية خامنئي يلتقي وفد الحوثيين بطهران ]

تصدرت مؤخرا إيران المشهد بدفاعها عن الوحدة اليمنية، بعد الانقلاب الذي شهدته العاصمة المؤقتة عدن قبل أيام.

 

ودعا المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي إلى مواجهة دعوات تقسيم اليمن، التي تسعى لها الإمارات والسعودية.

 

تجددت تلك الدعوة على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي، الذي قال "إن التحالف السعودي الإماراتي يرون أنفسهم مهزومين أمام معنويات ومقاومة الشعب في أنحاء اليمن، ويسعون الآن إلى تقسيم اليمن في إطار مؤامرة مشبوهة".

 

جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع بين خامنئي، والناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام في إيران قبل أيام.

 

نكاية بالسعودية

 

بدت تلك التصريحات الصادرة من إيران غريبة بالنسبة لكثير من متابعي الملف اليمني. في سياق ذلك يقول الصحفي كمال السلامي إنه يشعر بالأسف من سماع ذلك الخطاب من طهران، كونها "كلمة حق أريد بها باطل".

 

وعلل ذلك بالقول لـ"الموقع بوست" إن إيران هي من تقف وراء هذا الخراب الكبير الذي حل باليمن، وهي التي تسببت عبر جماعة الحوثي، ذراعها في اليمن، في وصول الأمور إلى ما وصلت إليه.

 

وأوضح أن النكبات التي توالت على اليمن، وصولا إلى رغبة فصائل جنوبية بالانفصال، وفرضها أمر واقع في عدن وغيرها، كل ذلك كان بدايته انقلاب الحوثيين على الشرعية.

 

ولفت الصحفي اليمني إلى تلقي الحوثيين دعما غير مسبوق من إيران، غير مستبعد أن تكون طهران هي من تدير المشهد برمته في البلاد.

 

واستطرد "تحاول إيران الاصطياد في الماء العكر، من خلال الحديث عن أهمية الدفاع عن الوحدة في اليمن، وهو نكاية بالسعودية وحلفائها، ومحاولة منها لإظهار نفسها كطرف دولي تهمه مصلحة اليمن".

 

وذكر السلامي أن ذلك الخطاب قوبل بخطاب غامض من قبل دول التحالف العربي، إزاء الأوضاع في جنوب اليمن.

 

تحقيق مكاسب جديدة

 

يتفق مع ذلك الباحث توفيق السامعي الذي قال إن إيران لا يهمها وحدة، وهي فقط تستغل ظروف اليمن وتوظف انقلاب عدن لمكسب انقلاب الحوثيين ضد السعودية.

 

وأكد لـ"الموقع بوست" أن طهران تعرف كيف تستخدم هذه الأوراق لتزايد بها، مشيرا إلى قيامها قبل وبعد ثورة 2011 بدعم فصيل عيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي، ورؤيتهم للانفصال في مؤتمر الحوار الوطني عبر تبني الحوثيين لرؤية الانقلابيين الجنوبيين.

 

ورأى السامعي أن إيران كسبت ورقة جديدة من خلال انقلاب عدن، وهي المستفيد الأكبر مما جرى، ونجد ذلك عبر المزاج الشعبي الشمالي والجنوبي الذي صار ميالا للحوثيين أكثر من أي وقت مضى، وهو مكسب حقيقي للطرفين في الوقت الذي يخسر التحالف والشرعية أهم سند شعبي وهو التعاطف والتأييد ليصير غضبا عارما أوساط اليمنيين.

 

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أكدت دعمها ليمن موحد، وعدم تغاضيها كذلك عن أفعال المجلس الانتقالي في جنوب البلاد.

 

وشهدت العاصمة المؤقتة عدن انقلابا قبل أيام، فشلت معه الوساطة السعودية بسحب الانتقالي لقواته وظل هو المسيطر على المشهد فيها.


التعليقات