ردود فعل محلية ودولية إزاء تصنيف أمريكا للحوثيين "منظمة إرهابية" (تقرير)
- أكرم ياسين الاربعاء, 13 يناير, 2021 - 05:54 مساءً
ردود فعل محلية ودولية إزاء تصنيف أمريكا للحوثيين

[ مليشيا الحوثي - ارشيفية ]

منذ إعلان الحكومة الأمريكية مساء الأحد اعتزامها تصنيف جماعة "الحوثي" في اليمن منظمة إرهابية ووضع ثلاثة من قادتها البارزين، هم: عبد الملك بدر الدين الحوثي، وعبد الخالق بدر الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحاكم، في القائمة السوداء للإرهابيين الدوليين، توالت ردود الأفعال المحلية والدولية على مختلف المستويات محليا ودولياً.

 

لا يخفت صخب ردات الفعل التي نحا أغلبها منحىً مقللا من وقع ذلك القرار وتأثيره على مجريات الحرب المستعرة منذ ست سنوات بين تلك الجماعة الانقلابية المدعومة من إيران من جهة والحكومة الشرعية المدعومة من قبل التحالف العربي من جهة أخرى.

 

"الموقع بوست" رصد بعض ردود الأفعال تلك وانعكاسات قرار واشنطن على الحرب في اليمن عسكرياً وإنسانياً وسياسيا وخرج بالتقرير التالي:

 

 يعزز موقف الشعب اليمني

 

أحمد عبد الملك المقرمي، رئيس الدائرة السياسية في حزب الإصلاح فرع تعز قال لـ"الموقع بوست" إن تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية جاء معززاً ومؤيداً ومؤكداً على صوابية موقف الشعب اليمني كله من هذه الجماعة، باعتبارها جماعة إرهابية صفوية سلالية تدعي الحق الإلهي في الحكم وتريد أن تجعل من الشعب اليمني بكل أطيافه ومكوناته عبيداً لسلالة لا تكاد نسبتها تذكر قياساً بتعداد اليمنيين".

 

وأضاف أن إرهابها لم يقتصر على زرع الألغام وتفجير المنازل والمؤسسات ولكنها أرادت فرض نهجها وفكرها ومشروعها بقوة السلاح، وبالتالي اعتدت على الإنسان وعلى الفكر وعلى التاريخ وعلى الثقافة وأرادت تغيير الوعي والهوية للشعب اليمني.

 

وعن تأثير قرار الحكومة الأمريكية بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية على سير المعركة الدائرة معها، أكد المقرمي أن اليمنيين كان يعولون بعد الله عز وجل على أحرار العالم لمواجهة هذه الجماعة الإرهابية وبغض النظر عن تأثير ذلك القرار سيواصلون معركتهم المصيرية ضد تلك الجماعة حتى الخلاص.

 

استثمار القرار إعلامياً وعسكرياً

 

بدوره تمنى العقيد عبد الباسط البحر الناطق الإعلامي باسم محور تعز العسكري أن يتم استثمار قرار الحكومة الأمريكية بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية إعلاميا وعسكرياً.

 

وقال البحر في حديثه لـ"الموقع بوست" إن جماعة الحوثي جماعة إرهابية تمارس الإرهاب والجرائم الإرهابية بحق الشعب اليمني وآخر تلك الجرائم عمليات التنكيل والإبادة بحق أبناء منطقة "الحيمة" شمال شرقي محافظة تعز الخاضعة لسيطرة تلك الجماعة.

 

وأضاف أن تصنيف الإدارة الأمريكية وإن جاء متأخرا لكنه واقعي وله تأثير مادي ومعنوي على سير المعركة مع مليشيات الحوثي الإرهابية، فبعد القرار متوقع إحجام الكثير من الدول عن التعامل مع هذه الجماعة الإرهابية وتقديم الدعم لها.

 

واختتم العقيد البحر تصريحه بدعوة الحكومة اليمنية والتحالف العربي لاستثمار قرار الإدارة الإمريكية إعلامياً ودبلوماسياً وعسكرياً من خلال تحريك الجبهات والتعجيل بالحسم العسكري.

 

وفي الشأن ذاته لا يعتقد الدكتور فؤاد البناء أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة تعز، في تصريحه لـ"الموقع بوست"، أن إدراج الخارجية الأمريكية لجماعة الحوثي ضمن الجماعات الإرهابية سيكون فارقا ما لم تتبعه إجراءات عملية من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة، وما لم تقم حكومة الشرعية والتحالف الداعم لها بإجراءات عديدة لاستثمار هذا القرار في تضييق الخناق على هذه الجماعة داخل الوطن ومحاصرتها خارجه.

 

بدوره استبعد الناشط وضاح المغلس أي تأثير حقيقي قد يطال جماعة الحوثي لقرار وزارة الخارجية الأمريكية فالجماعة منذ البداية رفعت شعار "الموت لأمريكا، والموت لإسرائيل"، وكانت تتوقع رداً أمريكياً عليها وربما فكرت بتبعاته.

 

الجماعة ترد

 

وفي أول رد من جماعة الحوثي على قرار الحكومة الأمريكية إدراج جماعته كمنظمة إرهابية، علق القيادي البارز في الجماعة محمد على الحوثي على قرار واشنطن بالقول: "أمريكا هي مصدر الإرهاب، وسياسة إدارة ترامب إرهابية، وتصرفاتها إرهابية".

 

واعتبر محمد الحوثي في تغريدة نشرها في حسابه على تويتر أن قرار واشنطن ينم عن أزمة تفكير، مؤكداً حق جماعته في الرد على أي تصنيف يصدر من الإدارة الأمريكية بحق جماعته، واصفاً في ختام تغريدته أمريكا بأنها "تصنع الإرهاب في العالم".

 

العمل الإغاثي أكبر المتضررين

 

وفي أول رد دولي على قرار وزارة الخارجية الأمريكية تصنيف الحوثي منظمة إرهابية، أعربت الأمم المتحدة على لسان المتحدث بإسم الأمين العام "ستيفان دوجاريك" عن قلقها من النتائج المترتبة على ذلك القرار.

 

وقال "دوجاريك" في مؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك الاثنين إن الأمم المتحدة قلقة من هذه التصنيفات التي قد يكون لها تأثيرات ضارة على جهود الأمم المتحدة الإنسانية والسياسية وجعلها أكثر تعقيداً.

 

وأضاف "نحن قلقون من امتثال الأطراف التجارية للتصنيف في الوقت الذي يتضور المزيد من اليمنيين جوعاً".

 

بدورها أعلنت منظمة أوكسفام الأمريكية الدولية الإغاثية العاملة في اليمن رفضها لقرار وزارة الخارجية الأمريكية تصنيف "الحوثي" منظمة إرهابية واصفة القرار بالسياسة الخطرة وغير المجدية.

 

وقالت المنظمة في بيان إن قرار وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" تصنيف جماعة "الحوثي" منظمة إرهابية سياسة خطرة وغير مجدية ويعرض حياة الأبرياء للخطر.

 

وبحسب بيان المنظمة فإن القرار يعد الأكثر قسوة والأكثر فتكاً بالأسر اليمنية وسيؤدي إلى منع المساعدات الإنسانية والسلع القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية من دخول مناطق شمال اليمن الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي ويتركز فيها 70% من سكان اليمن الذين بات الملايين منهم مهددون بالمجاعة.

 

جدوى القرار ودوافعه

 

وتباينت ردود الأفعال تجاه قرار وزارة الخارجية الأمريكية بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية وإدراج ثلاثة من أبرز قادتها في قائمة الإرهابيين الدوليين، بين محلي متحمس ومؤيد ودولي متخوف ومتفاجئ وصامت إلا أنه من وجهة نظر محايدة ومنطقية يمكن القول إن القرار الذي سيدخل حيز التنفيذ في (19من كانون أول/يناير الجاري) وصدر قبل 10 أيام من مغادرة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته "دونالد ترامب " البيت الأبيض يترتب عليه أضرار إنسانية فادحة على ملايين اليمنيين الذين يعيشون أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم في الوقت الراهن، وقد تكون له تبعات خطيرة على الوضع الإنساني في اليمن.

 

وقد لا يدرك المتحمسون للقرار أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وحكومة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي كمستفيدين بارزين من تصنيف واشنطن الحوثيين كجماعة إرهابية قد فشلا خلال ست سنوات من الحرب من تحقيق نصر عسكري لم يكن بإجماع الكثير من المراقبين صعبا أو مستحيلاً، وكان يمكن لذلك القرار أن يساهم بشكل كبير في صنع انتصار عسكري صرف العالم بعد ست سنوات النظر عنه وبدأت الأصوات تتعالى للمطالبة بحل سياسي لإنهاء الحرب العبثية الكارثية في اليمن.

 

الحل السياسي هو الخيار الأقرب والمتاح في تعاطي العالم مع المأساة اليمنية وهو أيضا قناعة السعودية كوسيلة للخروج من المستنقع اليمني الدامي، بيد أن هذا الخيار بات ملغوماً بقرار إدارة "ترامب " التي أسدت للسعودية صنيعاً مرا بعد فوات الأوان ومنح جماعة "الحوثي" هامشاً أكبر للمناورة والتملص من كل الالتزامات، وعلى الجميع ترقب ما في جعبة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن من وصفات قد تنقذ الجميع من متاهة الحيرة المطبقة.


التعليقات