[ مشهد من تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي صدام حسين فجر عيد الأضحى الموافق 30 ديسمبر/كانون الأول 2006 ]
تناولت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الذكرى العاشرة لإعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وقالت إنه كان يفترض بالعراق أن يشهد عهدا جديدا بعد إعدامه، لكن البلاد والمنطقة انزلقت في مستنقع من العنف والفوضى والانقسامات الطائفية.
وأضافت في مقال للكاتب ويل باردنويربر أن جذوة العنف مشتعلة وتحرق العراق منذ إعدام صدام الذي اقتيد إلى حبل المشنقة في بغداد عند السادسة صباحا بتوقيت بغداد، حيث صعد درج منصة الإعدام التي تم تجهيزها في أحد مباني الاستخبارات العسكرية بحي الكاظمية في بغداد.
وقال الكاتب إن صدام كان متماسكا غير خائف، وإنه نطق بالشهادتين متجاهلا هتافات شانقيه، وإنه رفض ارتداء الكيس الأسود الذي يغطي الرأس أثناء عملية الإعدام.
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش أدلى بتصريح بعد وقت قصير من إعدام صدام قال فيه إن الإعدام لن ينهي على الفور العنف الطائفي الذي يمزق العراق، لكنه يمثل حدثا هاما على طريق توجه البلاد نحو الديمقراطية التي تمكنها من الدفاع عن نفسها وأن تكون حليفة في مكافحة الإرهاب.
عهد جديد
وقال الكاتب إنه كان يفترض أن يشهد العراق والمنطقة عهدا جديدا مختلفا بعد رحيل صدام، لكن هذا لم يحدث، بل إن أعمال العنف سرعان ما اندلعت في البلاد والمنطقة أكثر من أي وقت مضى.
وأوضح أن أعمدة دخان المدافع والقصف تغطي الشمس في سماء المدن بأنحاء العراق ومناطق أخرى في الشرق الأوسط بعد مرور عشرة أعوام على رحيل صدام، وبعد مرور 13 عاما على الوعد الذي أطلقه بوش بقوله إن العراق الحر سيكون له تأثير إيجابي مدهش على جيرانه، لكن المنطقة الآن عبارة عن مقبرة.
وأضاف أن بعض دول المنطقة سرعان ما اشتعلت كما هي الحال في ليبيا ومصر واليمن وسوريا والعراق نفسه، وأن مئات الآلاف لقوا حتفهم في سوريا والعراق، وأن الملايين تعرضوا للتشريد أو اضطروا للفرار واللجوء إلى الخارج.
وقال إن اللاجئين من المنطقة إلى أوروبا تسببوا في أزمة للقارة لم تكن مستعدة لها، وإنهم ينذرون بزعزعة استقرار أوروبا ويشكلون تهديدا للنسيج الاجتماعي فيها.
وأشار الكاتب إلى نشوء وصعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والمنطقة، وإلى صعود دور الشيعة الإيرانيين وبسطهم نفوذهم في العراق ودعمهم جماعة الحوثي في اليمن ودعمهم رئيس النظام السوري بشار الأسد.
مستنقع
وعودة إلى العراق، فقد تساءل الكاتب: من يستطيع أن ينسى تصريح وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رمسفيلد الذي قال إن الحرب على العرق قد تستمر خمسة أيام أو خمسة أسابيع أو خمسة أشهر، لكنها لن تستمر لمدة أطول بكل تأكيد.
وأوضح الكاتب أن مجرد محاولة استعادة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة يُتوقع لها أن تستمر فترة أطول مما سبق أن أكده رمسفيلد بشأن العراق برمته.
وتساءل: كيف لمهندسي غزو العراق التمسك بمقولة إن الإطاحة بحكم صدام تستحق إنفاق تريليونات الدولارات ومقتل أربعة آلاف و500 عسكري أميركي وإصابة أكثر من 30 ألفا أو مقتل مئات الآلاف في المنطقة برمتها.
وقال الكاتب -وهو مؤلف كتاب "السجين في قصره: صدام حسين وحراسه الأميركيون وما لم يقله التاريخ"- إنه يتذكر تصريحا لصدام حسين كرره لحراسه الأميركيين وهو في الأسر تمثل في قوله "ستتمنون لو أنني أعود".
وأضاف الكاتب أنه في ظل المستنقع الذي انزلق إليه العراق والمنطقة، فإن مقولة صدام حسين تدل على "نبوءة".