[ تصرفات الحزام الامني في عدن تثير استياء المواطنين ]
لم تعد مصالح المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن بمنأى عن الحرب الباردة التي تواجه فيها دولة الإمارات وأذرعها العسكرية المحلية، قوى الحكومة الشرعية، والتي كانت آخر حلقاتها احتجاز قوات الحزام الأمني لصهاريج المشتقات النفطية المخصصة لتشغيل محطات الكهرباء، مطلع الأسبوع الجاري، في خطوة تصعيدية تسعى من خلالها دولة الإمارات إلى تضييق الخناق على الحكومة الشرعية، وذلك من خلال تأليب المواطنين عليها، وإظهارها بموقف العاجز.
احتجاز صهاريج المشتقات النفطية المخصصة لمحطات الكهرباء، وإغراق عدن ومواطنيها في ظلام دامس لقرابة اليومين، لم تكن الحادثة الأولى من نوعها، فقد سبقتها حادثة مشابهة منتصف أغسطس/ آب المنصرم، حيث تم احتجاز عشرات الصهاريج في مديرية البريقة، وهي المنطقة نفسها التي شهدت الحادثة الأخيرة، حيث توجد هناك منشآت شركة المصافي والتي تضخ المشتقات النفطية لشركة النفط.
وتعليقا على ما سبق، قال الناشط السياسي مختار الجونة إنه "لم يعد يخفى على أحد أن التصرفات التي تقوم بها قوات الحزام الأمني في عدن لا تخدم المواطن ولا المدينة، فهي تسعى لإحداث أزمات من شأنها مضاعفة معاناة المواطنين، والتضييق على مصالحهم الحياتية".
ويضيف الجونة -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "جميعنا يعرف الأطراف التي تحرك الحزام الأمني لممارسة مثل هذه الأفعال، ألا وهي دولة الإمارات، والتي مع الأسف تدير قوات الحزام الأمني وتشرف عليها بشكل مباشر، وهذا بحد ذاته ما جعل المواطن في عدن يستاء من التواجد الإماراتي، والذي بات يتدخل في الشؤون الخاصة للبلاد".
وتابع "لم يعد الدور الإماراتي المُعرقل لتواجد الحكومة الشرعية يخفى على أحد من المواطنين، فقد أصبحت هي الواجهة أمام المواطن البسيط، في أي أحداث سلبية قد تحصل في عدن".
وأضاف الجونة "لكن التواجد الإماراتي في العاصمة المؤقتة عدن لم يعمل على تحسين مستوى الخدمات بالشكل الحقيقي، ولم يُعطِ الشرعية أي فرصة للعمل بأريحية، فقد قامت مؤخرا باستخدام ذراعها العسكري المتمثل بالحزام الأمني، في احتجاز صهاريج المشتقات النفطية المخصصة لمحطات الكهرباء".
ويصف مشهد غرق عدن وسكانها في الظلام، لأجل مماحكات سياسية، بالأمر المؤسف، "فلا علاقة للمواطن بهذه المماحكات وليس له فيها ناقة أو جمل، لذا نتمنى من الإخوة القائمين على الحزام الأمني أن يرفعوا أيديهم عن أي تعطيل وتخريب لمصلحة المواطن ومدينة عدن، هذا إن أرادوا أن يصبح لهم قبول بين أبناء عدن في قادم الأيام"، بحسب تعبيره.
وتوقع بأنه ستكون هناك ردة فعل قوية من قبل المواطنين الذين لن يطول صبرهم تجاه التصرفات الغير مسؤولة من قبل قوات الحزام الأمني التابع لدولة الإمارات، خاصة أنهم قد علموا بأن كل الأزمات التي تحدث في عدن إنما هي بفعل فاعل، وذلك لجعل المواطن في صِدام مباشر مع الشرعية، مشيراً إلى أن هذا المخطط الذي تنفذه دولة الإمارات يتنافى تماماً مع أهداف التحالف العربي والتي هي جزء منه.
أوجه أخرى
مرتبات منتسبي وزارتي الداخلية والدفاع التابعتين للشرعية، هي الأخرى كانت إحدى الملفات التي أرادت دولة الإمارات من خلالها الضغط على الشرعية، عبر منعها من الهبوط في مطار عدن الدولي، وهو ما أكده بيان محافظ البنك المركزي منصر القعيطي.
ويخشى المواطنون في العاصمة المؤقتة عدن، وباقي المحافظات الجنوبية المحررة، والتي يتواجد فيها النفوذ الإماراتي بقوة، من تنامي إجراءات التضييق التي تنتهجها دولة الإمارات تجاه الشرعية ومؤسساتها، كونها تمس مصالحهم، وتهدد مناحي حياتهم المختلفة.