[ أفراد من الجيش الوطني في جبهة نهم شرق صنعاء ]
قالت مصادر مطلعة إن عدداً من الألوية العسكرية في الجيش اليمني تعتزم تنفيذ اعتصامات مفتوحة خلال الأيام القادمة أمام مقرات التحالف احتجاجاً على انقطاع الرواتب منذ أكثر من ثمانية أشهر، وتوقف ما يعرف بالإعاشة أو التغذية التي كان يقدمها التحالف لوحداتهم العسكرية.
المصادر أكدت لـ"لموقع بوست" أنه بجانب انقطاع الرواتب منذ أشهر، فقد توقف الإعاشة أيضاً قبل أيام عن الألوية العسكرية في محافظة مأرب بشكل كامل، وعند تواصل بعض القادة العسكريين مع متعهد التحالف "عبد السلام الحاج" -وهو رجل أعمال يمني- أبلغهم أن التحالف أوقف المستحقات المالية المخصصة للإعاشة قبل عام، وأنه كان يقوم خلال الأشهر الماضية بسد الفجوة وصرف الإعاشة من حسابه الخاص حتى لا تنهار معنويات أفراد الجيش الوطني، لكنه وصل الآن إلى مرحلة العجز بعد أن بلغت مديونيته للتحالف أكثر من مليار ريال سعودي.
أما في بقية الألوية العسكرية خصوصًا المتواجدة على الحدود السعودية، فقد تقلصت الإعاشة التي يصرفها التحالف خلال الأيام الماضية بنسبة 40% ولم يعد يصلهم إلى القليل منها.
الموت برصاص الحوثي أو جوعا
وفي هذا الصدد أوضح قائد عسكري في جبهة علب الحدودية (طلب عدم ذكر اسمه) لـ"الموقع بوست" أنهم تلقوا معلومات تتحدث عن احتمالية توقف الإعاشة بشكل كامل خلال الأيام المقبلة بسبب عدم وفاء التحالف بالتزاماته للمتعهد، وهو ما يعني أن الجنود المرابطين في تلك الجبهات لن يكون أمامهم خياراً سوى الموت، إما بنيران الحوثي، أو الموت جوعاً وسط صحراء الربع الخالي، خصوصاً وأن رواتبهم منقطعة منذ أشهر ولا يملكون مصاريف العودة إلى منازلهم.
وعلى اثر ذلك، أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة مع منتسبي الجيش اليمني، طالبوا خلالها التحالف العربي الذي تقوده السعودية الوفاء بالتزاماته.
إهانة وإذلال للجندي
الحملة التي شارك فيها صحفيون وناشطون من مختلف الأطياف اليمنية، استنكرت تعمد التحالف إهانة وإذلال الجندي اليمني، من خلال قطع راتبه ثم إيقاف الإعاشة عنه وتركه للمصير المجهول، حسب قولهم.
واعتبر المشاركون بالحملة أن الجيش الوطني هو الركن الأساسي الذي تستند إليه الشرعية اليمنية، وتعرضه لهذه الممارسات من قبل التحالف مؤشراً خطيرا على عزمه التخلي عن الشرعية التي جاء لنصرتها قبل ما يقارب ستة أعوام.
وتساءل المغردون بسخرية: كيف يمكن لتحالف عجز عن توفير راتب الجيش وإعاشته أن يصنع لنا الانتصارات أو يستعيد الدولة من أيدي الحوثيين، فضلاً عن إيقافه المد الإيراني.
الجدير بالذكر أن مئات الجنود اليمنيين المرابطين على الحدود السعودية نظموا منتصف الشهر الماضي تظاهرة غاضبة أمام مقر القوات السعودية نددوا خلالها باستمرار انقطاع رواتبهم لما يزيد عن ثمانية أشهر، وتم تفريقهم من قبل القوات السعودية بالرصاص الحي، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين.
وفي تعليقهم على تلك الحادثة، قال ناشطون إن الجنود المحتجين كانوا يتوقعون أن تستجيب السعودية لمطالبهم، لكنهم تفاجؤوا بإيقاف الإعاشة عنهم أيضا.