أكد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يوم السبت انسحابه من ميناء المكلا في اليمن بعد أسبوع من سيطرة الحكومة وجنود إماراتيين على المدينة التي استخدمها الإسلاميون المتشددون لجمع ثروة طائلة وسط فوضى الحرب الأهلية.
وقال التنظيم إنه انسحب من الميناء الواقع على الساحل الجنوبي لليمن لإنقاذه من الدمار وإن عددا محدودا من أفراده قتل.
وقال التنظيم في بيان نادر نشره على حسابه على تويتر "لم ننسحب إلا تفويتا للفرصة على العدو في نقل المعركة إلى بيوتكم وأسواقكم وطرقكم ومساجدكم."
وقال مسؤولون محليون وسكان إن نحو 2000 جندي من القوات اليمنية والإماراتية دخلوا إلى المكلا الأحد الماضي وسيطروا على الميناء والمطار دون مقاومة تذكر.
وكانت المكلا مركزا لدويلة غنية على ساحل بحر العرب أسسها تنظيم القاعدة على مدى العام الماضي في استغلال للصراع بين الموالين للحكومة المدعومين من التحالف العربي وقوات الحوثيين المدعومة من إيران.
وأضاف البيان أن قوات التحالف تعمدت "القصف المكثف من الجو والبحر على المنشآت المدنية مثل الكهرباء والسوق التمويني الذي أنشأه المجاهدون حديثا وإحدى محطات البترول العامة... التي قتل جراء قصفها العشرات من عامة المسلمين."
وقال التحالف العربي إن الهجوم أسفر عن مقتل 800 من مقاتلي تنظيم القاعدة وعدد من قادته على الرغم من أن سكان المكلا قالوا لرويترز إن هذا العدد لا يبدو واقعيا وأن التنظيم انسحب من أغلب المناطق دون قتال.
وتشن القوات الحكومية والإماراتية المتمركزة في عدن على بعد نحو 40 كيلومترا من المكلا هجمات برية على المدن التي تسيطر عليها القاعدة على طول الساحل اليمني.
ويعد التقدم السريع لقوات التحالف الذي تقوده السعودية تغيرا في إستراتيجيته بعد أن ركز هجماته على مدى أكثر من عام على الحوثيين الموالين لإيران الذين سيطروا على العاصمة صنعاء وأجبروا الحكومة على الذهاب للمنفى.
وقتلت الحرب الأهلية أكثر من 6200 شخص وشردت أكثر من 2.5 مليون شخص وتسببت في كارثة إنسانية في إحدى أفقر دول العالم.
وسعى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب العام الماضي لإقامة كيان شبيه بالدولة وعرض تصدير مليوني برميل نفط وهو ما رفضته الحكومة. وخطط التنظيم عدة مرات لنسف طائرات متجهة للغرب لكن الخطط أحبطت وأعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في 2015 على مكاتب صحيفة شارلي إبدو الفرنسية في باريس.