[ أحد مراكز التجنيد للأطفال في المراكز الصيفية للحوثيين بمدينة إب ]
احتفت جماعة الحوثي المتمردة في اليمن الجمعة بتأهيل أكثر من 80 ألفا من الأطفال الذين استقطبتهم إلى المراكز الصيفية في العاصمة صنعاء لوحدها، لإخضاعهم لدورات فكرية مكثفة وتأهيلهم عقائديا وعسكريا وفقا للنهج العقائدي للجماعة، التي تستثمر هذه المراكز لاستقطاب الأطفال إلى جبهات القتال التابعة لها ضد القوات الحكومية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» النسخة الحوثية، الجمعة، شهدت العاصمة صنعاء فعاليات ختامية وتكريمية لطلاب المدارس والدورات الصيفية بكافة المديريات، للعام 1443هجرية تحت شعار «علم وجهاد».
وأوضحت أن الأنشطة والدورات الصيفية تكللت بالنجاح من خلال إقامة احتفالات وعروض كشفية بمشاركة أكثر من 5000 آلاف طالب من عموم المدارس الصيفية بأمانة العاصمة صنعاء ومحافظة صنعاء، «جسدت في مضمونها إبداعات ومهارات وقدرات الطلاب ومستوى اللياقة البدنية والروح المعنوية التي يتحلون بها». مشيرة إلى أنه توالت الفعاليات الاحتفالية الختامية للأنشطة والدورات في مدارس مديريات العاصمة صنعاء وتكريم المبرزين والأوائل من الطلاب المشاركين فيها بشهادات وجوائز وهدايا رمزية «كنوع من التحفيز والتشجيع للملتحقين».
وأضافت ان الدورات الصيفية لهذا العام، تميزت بتنوع أنشطتها وبرامجها التي لم تقتصر على العلوم الدينية والثقافية والرياضية فحسب، بل شملت أنشطة مهنية وفنية وزراعية وبيئية وصحية واجتماعية وغيرها، بهدف تحقيق أكبر استفادة للمشاركين في مختلف المجالات.
وشملت المراكز الصيفية إقامة الملتقى الصيفي الأول للموهوبين والمبدعين من طلاب المدارس الصيفية، ومسابقات متنوعة وألعاب ورحلات ترفيهية وتعريفية ومخيمات كشفية. مشيرة إلى أن «نجاح المدارس الصيفية، جسّد مستوى الوعي والتفاعل الرسمي والشعبي غير المسبوق، استجابة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي».
ونسبت الوكالة إلى مدير مكتب التربية والتعليم التابعة لجماعة الحوثي، نائب رئيس اللجنة الفرعية للمدارس الصيفية بالعاصمة صنعاء عبدالقادر المهدي، قوله إن «الدورات الصيفية هذا العام شهدت تفاعلا وإقبالا غير مسبوق في مديريات أمانة العاصمة صنعاء من خلال إقامة وتنفيذ 778 دورة صيفية مفتوحة و29 مغلقة استقبلت 80 ألفا و600 طالب».
وأوضح المهدي أن إجمالي الأنشطة والفعاليات المنفذة بلغ أكثر من 155 ألفا و465 نشاطاً على مستوى المدارس الصيفية بالمديريات، بحسب خطة الأنشطة والبرامج المقرة لهذا العام. موضحا أن الأنشطة توزعت على 14 ألفا و447 نشاطا دينيا و15 ألفا و77 رياضيا، و13 ألفا و453 ثقافيا، و8 آلاف و661 فنيا، و5 آلاف و355 اجتماعيا، و6 آلاف و241 نشاطاً مهارياً، و6 آلاف و136 زراعياً، و722 أمسية وفعالية، إضافة إلى 35 ألفاً و357 إذاعة مدرسية. وأشار المهدي، إلى أن الأنشطة شملت تنفيذ أكثر من 3000 زيارة للجانب الرسمي، وأكثر من 9000 زيارة مجتمعية، وبلغ عدد أعضاء اللجان المجتمعية المساندة للدورات الصيفية ألف و111 متطوعا. وعبّر عن «الفخر والاعتزاز بنجاح الدورات الصيفية وما حققته من ثمار إيجابية خلال هذا العام في تسليح الأبناء بالثقافة وإكسابهم مهارات وتنمية وصقل مواهبهم وإبداعاتهم».
وأثنى المهدي بجهود ودور الكوادر التعليمية والقائمين على المدارس الصيفية وكل من دعم وساهم في إنجاح الأنشطة والدورات التي ساهمت في توسيع مدارك الطلاب وبناء القدرات وتنمية المواهب. وأشاد بحرص أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بالمدارس الصيفية والإقبال الذي شهدته هذا العام من قبل الطلاب وجهود اللجان التنفيذية والمجتمعية وتفاعل الجميع لإنجاح الدورات الصيفية.
وتعد هذه المراكز الصيفية، التي ينظمها الحوثيون سنويا، احدى الأدوات التي تستقطب من خلالها عددا كبيرا من الأطفال وتجنيدهم في صفوفها، والزج بهم في جبهات القتال ضد القوات الحكومية، والتي تقول المصادر الحقوقية والتقارير المحلية والدولية أن جماعة الحوثي تعد الطرف الأكثر تورطا في تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال، بشكل يتعارض كلية مع كافة القوانين المحلية والدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، حيث كشفت هذه المصادر ان جماعة الحوثي كانت الطرف الأبرز في ارتكاب أكثر من 77 في المئة من حالات تجنيد الأطفال في اليمن خلال الحرب الراهنة المشتعلة بين الحوثي المتمردة والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا منذ صيف 2014
ووفقا لتقرير الأمم المتحدة السنوي عن الأطفال ومناطق النزاع، للعام 2021 أصبحت ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن، واحدة من أكثر الصور المأساوية في انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب الحالية في اليمن منذ نحو 8 سنوات، حيث وثق التقرير خلالها العديد من الحالات لدى مختلف الأطراف، أبرزها جماعة الحوثيين، التي شكلت انتهاكاتها أكثر من 77 في المئة من الحالات المرتكبة في تجنيد واستخدام الأطفال في النزاع المسلح.
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، في تقرير الأمم المتحدة بشأن الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال، المقدّم إلى مجلس الأمن في حزيران/يونيو من العام الماضي، عن «القلق البالغ» إزاء «الزيادة المستمرة في عدد الانتهاكات الجسيمة، بما في ذلك تجنيد الأطفال، ولا سيما من جانب الحوثيين» الذين وضعهم هذا التقرير على لائحة الكيانات المتهمة بالضلوع بالانتهاكات خلال الفترة المشمولة بالتقرير 2021.