يمنيون يحتشدون بعفوية في صنعاء بذكرى الثورة: كسر لقيود الحوثيين
- العربي الجديد الاربعاء, 28 سبتمبر, 2022 - 09:55 صباحاً
يمنيون يحتشدون بعفوية في صنعاء بذكرى الثورة: كسر لقيود الحوثيين

تجمعت حشود من المواطنين بشكل تلقائي في العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عليها جماعة أنصار الله (الحوثيين)، مساء أمس الاثنين، للاحتفاء بالذكرى الستين لثورة 26 سبتمبر، في سابقة هي الأولى خارج إرادة سلطة الأمر الواقع الحوثية.

 

وتجمع عدد من المركبات فيها شباب يحملون العلم اليمني في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء، معبرين عن احتفائهم بذكرى الثورة اليمنية التي أسقطت حكم الإمامة عام 1962، وأعلنت ميلاد النظام الجمهوري في البلاد.

 

وقال مشاركون في الاحتفالات لـ"العربي الجديد"، إن الشباب رددوا الأهازيج والأغاني الوطنية وهتفوا بشعارات "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، بعد أن تجمعوا بشكل تلقائي في عدد من أحياء العاصمة، وتوجهوا إلى ميدان السبعين، لأنه يحمل رمزية وطنية للثورة".

 

وتأتي احتفالات اليمنيين التلقائية في صنعاء بهذا الزخم الكبير لتعبّر عن حالة غضب لدى عامة الشعب، وتعد كسراً للمحظور الذي تفرضه جماعة أنصار الله (الحوثيين) على التجمعات والتظاهرات الشعبية والاحتجاجات بشكل عام، بدون تنظيم أو إذن مسبق، منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014.

 

وجاءت هذه التجمعات غداة إطلاق ألعاب نارية من معظم أحياء صنعاء، عشية ذكرى الثورة اليمنية بالتزامن مع حملة احتفاء واسعة لليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي، والذين تداولوا فيديوهات وصوراً للاحتفالات سواء تلك التي تمت بميدان السبعين أو توثيق لاحتفالات مصغرة في المنازل.

 

حشودٌ عفويةٌ

 

وقال عبد الله نصر ، أحد الشباب المشاركين: "خرجنا أنا وأصدقائي بشكل عفوي واشترينا الاعلام الوطنية ولم نكن نعرف ان هناك تجمعات أخرى، واتجهنا لميدان السبعين كعادتنا في أي مناسبة، وتفاجأنا أن هناك تجمعاً بذات الهدف".

 

وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد"، "كان هناك حماس شديد لدى الشباب، وحالة من البهجة فقط لأنهم استطاعوا أن يعبروا عن مشاعرهم بدون توجيه من أحد، رغم حالة الخوف التي كانت سائدة من ان يحدث معنا أي حالة قمع أو تفريق من سلطات الحوثيين".

 

أما أحمد الجابري، فقال إنه كان في طريقه إلى المنزل بسيارته، وتفاجأ بالحشد المحتفل، والذين كانوا يهتفون للجمهورية وللثورة وقال لـ"العربي الجديد"، "لقد كانت أشبه بهبة شعبية بدون تخطيط ولا تنظيم وكأن الناس ينتظرون هذه اللحظة ليهتفوا للبلاد".

 

وتابع: "لقد أعادت لنا هذه التظاهرة ذكريات آبائنا الذين حوصروا في مدينة صنعاء 70 يوماً من قبل قوات الإمامة عام 1967، بالطبع مع اختلاف المعاناة، لكن تمت محاصرة التظاهرة من قبل قوات أمنية تتبع الحوثيين ومنع ازدياد التجمع".

 

 حالةُ غضبٍ

 

 ويرى مراقبون أن أهمية هذه الاحتفالات تكشف حالة الغضب ضد سلطات الحوثيين، الذين يحاولون إبراز سيطرتهم وانتصاراتهم بالسلاح على اليمنيين وفرض هوية واحدة، بعيداً عن إرادتهم ووجدانهم المتصل بثورة 26 سبتمبر والجمهورية.

 

وخلال الأسابيع الماضية، برزت سلسلة احتجاجات لافتة في صنعاء ضد ممارسات الحوثيين، كان أبرزها إضراب نادي القضاة لمدة أسبوعين ورفضهم العمل، احتجاجاً على مقتل أحد القضاة على يد عصابة مسلحة بعد اختطافه من أحد الشوارع الرئيسة بصنعاء.

 

واعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الارياني "أن مظاهر الاحتفال الشعبي للشعب بما في ذلك العاصمة المختطفة صنعاء أكدت فشل كل ما تقوم به مليشيا الحوثي الإرهابية منذ انقلابها على الدولة من محاولات بائسة لتزوير التاريخ والإساءة لقيم الثورة والجمهورية ومسخ الهوية الوطنية".

 

وأضاف، في تغريدات بحسابه في تويتر "هذه الاحتفالات أكدت اعتزاز أبناء شعبنا اليمني بثورتهم، واستشعارهم للخطر الداهم الذي يتهدد الثورة التي اعادت الاعتبار للإنسان اليمني ونقلت اليمن من ظلمة الكهوف إلى رحاب العصر".

 

ويرى الكاتب والباحث اليمني سلمان المقرمي "ان احتفال السكان بشكل تلقائي في ميدان السبعين تحديداً، هو رد مباشر على محاولة الحوثي طمس الميدان الذي يعد رمز الانتصار الشعبي بقوته المحلية في وجدان اليمنيين وتعبير عن غضب من الواقع الذي يعيشونه".

 

وقال في حديث لـ "العربي الجديد"، "داس الحوثي كرامة اليمنيين، دمر دولتهم، أنهى خدماتها العامة ودمر القطاع الخاص الذي نشأ في ظل الجمهورية خلال العقود الماضية، وبالغوا في الإهانة واستفزوا مشاعر اليمنيين بصور الأسرة الحوثية مؤخراً".

 

وأشار: "تمثل التظاهرات في عدد المدن والسبعين خاصة تدشينا لمعارضة شعبية موجهة ضد الحوثي تجاوزت المطالب المحددة التي كانت تتعلق بالخدمات التي كانت مرفوعة الفترة الماضية، وعليه لا نستغرب ولن نتفاجأ أن نسمع بمطالب رحيل الحوثي في الفترة المقبلة".

 

ولفت المقرمي بالقول إن "الهدنة تساهم في ارتفاع مطالب الشعب، وما لم يقله الشعب في مظاهرات الأمس سيقوله غدا، حيث تعد هذه معارضة صريحة بأبعاد سياسية وطنية قوامها الجمهورية والديمقراطية، بمعنى النقيض التام للحوثي".


التعليقات