نعي الحزب الاشتراكي اليمني الجمعة، عضو مكتبه السياسي المخضرم وأحد قادة ثورة 26 سبتمبر 1962يحيى الشامي، الذي توفي في العاصمة صنعاء اثر صراعه مع المرض عن عمر ناهز 89 عاما.
وقال الحزب في بيان النعي إن الشامي "اسم لا يحتاج إلى لقب، ورجل ظل أكثر من ستين عاما مفردا بعيدا عن كل التحيزات، شغوفا بالوطن"، مشيرا إلى أنه قضى معظم عمره التسعيني مناضلا حتى أقعده مرضه الأخير.
وأضاف أن الشامي كان في سنواته الأخيرة رئيسا للهيئة الاستشارية للتجمع الوطني لمناضلي الثورة اليمنية، المطالب بإيقاف الحرب المستمرة منذ سنوات والتوافق على بناء دولة الشراكة الوطنية، حيث كان عضوا مؤسسا في جماعة نداء السلام.
ووصف الحزب الإشتراكي الشامي ب"الرجل الذي عاصر كل الصراعات وتجاوزها جميعها، وظل سياسيا يساريا منذ اللحظة التي رأى فيها اليسار موقفا من أجل الإنسان والوطن"، فيما كان ناقدا لليسار ولليمين على السواء كلما بدا له أن بوصلة السياسة تنحرف عن مسارها الصحيح.
وبدأ الشامي، الحياة السياسية منذ أن كان طالبا جامعيا في القاهرة ومسؤول منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي للطلاب اليمنيين في مصر، عندما اقتحم الضباط الأحرار قصر البشائر في 26 سبتمبر 1962، قرر الشامي ومعه عشرة من رفاقه أن يعود إلى صنعاء لدعم الثورة، قبل عودتهم للدراسة في مصر "بناء على إلحاح من أبي الأحرار الشاعر محمد محمود الزبيري"، وفق بيان الحزب.
كما تقلد الراحل منصب أمين سر منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي قطر اليمن وعضو المؤتمر القومي العربي لحزب البعث العربي الاشتراكي ممثلا لفرع اليمن، في الوقت ذاته قاد عملية تحويل حزبه إلى"حزب الطليعة الشعبية" ونصب أمينا عاما له،
وشارك الشامي في تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني عام 1978 وانتخب عضوا في مكتبه السياسي وظل في هذا الموقع إلى أن وافته المنية، في المقابل تقلد لسنوات موقع رئيس الجبهة الوطنية الديمقراطية.
وعمل الشامي، دبلوماسيا في سفارة الجمهورية العربية اليمنية في بيروت في منتصف ستينيات القرن الماضي ووكيلا لوزارة الاقتصاد ونائبا لوزير التربية والتعليم، وبعد 22 مايو 1990 كان عضوا في المجلس الاستشاري.