ماذا تعني دعوة محافظ عدن لتشكيل كيان سياسي جنوبي ومطالبة الرئيس هادي بدعم خيارات الجنوب ؟
- طلال الشبيبي - خاص السبت, 10 سبتمبر, 2016 - 11:46 مساءً
ماذا تعني دعوة محافظ عدن لتشكيل كيان سياسي جنوبي ومطالبة الرئيس هادي بدعم خيارات الجنوب ؟

[ محافظ عدن عيدروس الزبيدي ]

تأتي دعوة محافظ عدن، جنوبي اليمن، عيدروس الزبيدي، للقوى السياسية والمقاومة في الجنوب إلى سرعة تشكيل كيان سياسي نداً للتيارات السياسية، في شمال البلاد، في الوقت التي تزداد فيه تعقيدات المشهد السياسي اليمني الذي أفرزته حرب المليشيات الانقلابية (الحوثي والمخلوع صالح)، وتدخل دول التحالف العربي إلى جانب السلطة الشرعية ضد الانقلابيين.
 
وقد أفرزت كل تلك التطورات والأحداث، حالة من التناقضات المعقدة، تعكس متاهة التحول السياسي الذي يشهده جنوب الوطن، وتثير علامات الاستفهام حول الجنوب الجديد الذي يتشكل، وكيف سيكون مستقبلاً ؟.
 
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح السبت، في عدن، دعا المحافظ الزبيدي، المحسوب على التيار المطالب بفك الارتباط، القوى السياسية والمقاومة في المحافظات الجنوبية المحررة إلى اغتنام الفرصة السانحة، وتشكيل كيان سياسي يكون ندا للتيارات السياسية الموجودة في شمال اليمن.
 
بل وذهب أبعد من ذلك، بدعوته رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، إلى دعم توجهات الجنوبيين في إعلان كيانهم السياسي في المحافظات المحررة، بما يعبّر عن تطلعاتهم ويمثلهم في الحكومة وفي أي مفاوضات سياسية مستقبلية .
 
وأثارت دعوة الزبيدي هذه الكثير من التساؤلات، خصوصا أنها جاءت بعد أيام من عودته من زيارة خارجية استمرت عدة أيام، لكل من الإمارات والسعودية، حيث عقد خلال زيارته للرياض سلسلة لقاءات بالرئيس عبد ربه منصور هادي.
 
كما أن الاهتمام بهذه الدعوة، يأتي من كونها صادرة من رأس السلطة المحلية في عدن، وهو المحافظ الزبيدي، والذي عرف بمواقفه المؤيدة لفك الارتباط.
 
مجلس انقلابي وخلط للأوراق
 
مراقبون أوضحوا أن دعوة الزبيدي لتشكيل كيان سياسي ما هي إلا دعوة لمجلس سياسي انقلابي في عدن موازِ  للمجلس السياسي للانقلابيين في صنعاء.
 
بدوره قال الناشط السياسي محمد المقبلي إن دعوة عيدروس الزبيدي إلى تشكيل كيان سياسي للجنوب "دعوة غير بريئة تماماً".
 
 وأضاف "المقبلي" في تصريح خاص لـ(الموقع بوست): "هي دعوة لمجلس سياسي انقلابي في عدن، موازي للمجلس السياسي الانقلابي في صنعاء".
 
وأشار الناشط السياسي المقبلي، إلى أن دعوة الزبيدي بتشكيل كيان سياسي بعدن هي محاولة لخلط الأوراق مع اقتراب تحرير صنعاء.
 
استهلاك إعلامي
 
من جانبه اعتبر الكاتب والسياسي عبدالرقيب الهدياني أن دعوة الزبيدي، ما هي إلا خطوة للاستهلاك الإعلامي لا معنى لها، مشيرا إلى أنها ولدت ميتة، لأنها لم تأتي بإعداد.
 
ويعتقد "الهدياني" الذي تحدث لـ(الموقع بوست)، أن تلك الدعوة، محاولة من المحافظ الزبيدي، للهروب إلى الأمام والهاء الشارع العدني الذي يطالبه بتحسين الخدمات المتردية.
 
وقال الكاتب والسياسي الهدياني: "دعوة تشكيل مجلس سياسي عبر الشرعية والتحالف مادة إعلامية فقط أراد المحافظ الزبيدي من خلالها، التنفيس عن الضغط الكبير الذي يعانيه من مواطنيه في عدن"، مشيرا إلى أنه يسعى إلى جرهم من مربع المطالبة بالخدمات إلى الانشغال بالجدل السياسي حول مكون جنوبي يمثل الجنوب في أي استحقاق سياسي قادم.
 
الإمارات وطهران
 
من جهته قال الكاتب والسياسي فيصل علي: "أطلق المحافظ عيدروس هذا التصريح في مؤتمر صحفي، أمام العديد من الصحفيين، لم تخنه العبارة بقدر خيانته للأمانة وللوطن والقيادة والشعب".
 
وأضاف "علي" في تصريح خاص لـ(الموقع بوست)،  أن سياسة الإمارات في الجنوب هي السبب وراء هذه المواقف، بالإضافة إلى حضور التعليمات الإيرانية في الواجهة، مشيرا إلى أن هدفها معلن، لافتا إلى أن هناك قوى دولية تريد فصل اليمن على أساس طائفي .
 


التعليقات