ظهر الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الأحد 9 أكتوبر/تشرين الأول، متوعدا بالثأر، لضحايا القصف الذي طال قاعة العزاء الذي أقامه وزير الداخلية السابق جلال الرويشان، في وفاة والده بـ" الصالة الكبرى" جنوب العاصمة صنعاء، ومطالبا برد"الصاع صاعين".
وقال في خطاب متلفز بثته قناة" اليمن اليوم" التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه صالح، آن الأوان أن أدعو القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية، والقوات المسلحة والأمن الذين شملتهم هيكلة الرئيس عبدربه منصور هادي، بالتوجه إلى جبهات القتال في الحدود، والأخذ بالثأر، حد قوله.
كما حرض المخلوع صالح ضد المناوئين له، وطالب أنصاره بمواجهة ما أسماه" العدوان الداخلي"، إذا لم يستجيبوا لقرار العفو العام الصادر عن ما يسمى" المجلس السياسي الأعلى" .
وكما هي العادة، دخل على الخط الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، واشترك مع المخلوع صالح بالهجوم الشرس على المملكة العربية السعودية، التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية في البلاد، واتهمها بالوقوف وراء استهداف" الصالة الكبرى" الذي راح ضحيته أكثر من 700 قتيل وجريح، على الرغم من أن التحقيقات لم تكشف بعد عن الطرف الذي قصفها.
فيما وصف زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي، تلك الواقعة بـ"أبشع الجرائم" التي " ارتكبها العدوان على اليمن"، لافتا "إلى أن العدو الأمريكي يحاول ألا تلتصق به جريمة الصالة الكبرى الأكثر وحشية وأن يبعدها عن نفسه"، حد تعبيره.
وعدَّ مراقبون دعوة الانقلابيين للثأر لضحايا القصف الذي طال صالة العزاء، يوم أمس السبت 8 أكتوبر/تشرين الأول، قبل التوصل إلى نتائج التحقيقات، أنها تأكيد على تورط المخلوع صالح في تلك الحادثة.
كما استغربوا من تهديد الانقلابيين للملكة العربية السعودية، وتوجيه مدافعهم نحو المدنيين في مدينة تعز، المحاصرة منذ أكثر من عام.
المتاجرة بدماء اليمنيين
وعلى هذا الصعيد يقول المحلل السياسي فيصل علي إنه "لا أسوأ من تفجير الصالة المغلقة، إلا الاستغلال السيئ، والتجارة بدماء اليمنيين الذي يقوم به صالح والحوثي".
وأكد في تصريح خاص لـ(الموقع بوست) أن المخلوع صالح وعبدالملك الحوثي، هرعا إلى مخاطبة أتباعهم الذين يتلقون الهزائم اليومية ميدانيا وإعلاميا وسياسيا، وذلك في محاولة بائسة وأخيرة للمتاجرة بالدماء والحصول على انتصار إعلامي وهمي، لافتا إلى أن أحد" أشعل الحرب، وورط الشعب بها سواهما".
وذكر المحلل السياسي أن من تسبب بالحرب لا يمكن أن يدينها ولا أن يدين نتائجها، واستطرد بالقول: "وإذا كان لديهما الشجاعة فليدينا نفسيهما، وليعتزلا الحرب، وليسلما نفسيهما للشرعية، ويتوبا عن القتل وسفك الدماء، بدلا عن الخطابات الفارغة وخوض الحروب بأبناء الناس".
خطاب طائفي
وهاجم صالح في خطابه السعودية، ووصف التحالف الذي تقوده بـ"العدوان البربري الغاشم، عدوان آل سعود ومن تحالف معهم، عدوان المذهب الوهابي التكفيري".
واعتبر المحلل السياسي ياسين التميمي أن المخلوع صالح ألقى بكل حمولته في خطابه الذي ألقاه الأحد، بعد أن أيقن ألا مكان له بالمشهد السياسي في المستقبل، وأنه بات هدفاً حقيقياً لضربات التحالف، لهذا قرر الانتصار لنفسه من حيث أراد أن يظهر أنه ينتصر لليمنيين، لذا لم يتردد في تبني الخطاب الإيراني في كل مفرداته.
وأَضاف في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن المخلوع صالح نحى في خطابه منحى طائفياً صريحاًـ وبرهن على أنه بالفعل جزء لا يتجزأ من الحلف الإيراني، الذي ينصب الوهابية- وهي طريقة في فهم الدين- عدوا يتعين مقاتلته.
وذكر أن صالح "يستثمر بشكل فج الحملة التي تشترك فيها إيران للنيل من السعودية ومن المجتمع السني الكبير من زاوية إدانة الوهابية، ونسي أن التحالف العربي لا يقاتل بالمذهب الوهابي وإنما يقاتل بطائرات الـ إف 16 والـ إف 15 وميراج، وبأحدث أنواع الأسلحة، ويقاتل لإفشال مشروع طائفي تموله إيران، ويقاتل لحماية الأمن القومي العربي(...)".
ووفقا للتميمي فقد "تحدث المخلوع وكأنه لا يزال الرئيس، وهو أمر يدعو للتساؤل، عما إذا كان صالح الصماد هو بالفعل رئيس "المجلس السياسي الأعلى"، ومحمد الحوثي رئيس "اللجنة الثورية" في دولة الانقلابيين المزعومة".
نفي التحالف
وعقب اتهام الانقلابيين للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، بالوقوف وراء استهداف الصالة الكبرى بصنعاء، نفت السعودية ذلك، وأكدت أنها ستبدأ فورا التحقيق في هذه القضية، بمساعدة الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن وخبراء من الولايات المتحدة سبق لهم أن حققوا في حوادث سابقة.
وكان نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح بعث برقية عزاء ومواساة للرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وأسر وأقارب ضحايا حادثة الصالة الكبرى بصنعاء من أنصار الشرعية والمؤتمر.
بدوره قال نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي، إن من أشعل الحروب، وارتكب المجازر في طول اليمن وعرضها، والتي كان آخرها مجزرة بير باشا، في تعز، ليس من حقه أن يتباكى على ضحايا الصالة الكبرى، بصنعاء.
وأضاف المخلافي، في منشور على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، إن من يتباكى على ضحايا الصالة الكبرى، ويدعو لاستمرار الحرب، ليس حريصا على دماء اليمنيين، وإنما يريد التوظيف السياسي لدماء الضحايا لإشعال الحرب.
يذكر أن الانقلابيين أطلقوا ثلاثة صواريخ باليستية باتجاه مأرب، وذلك عقب الانتهاء من دفن قائد المنطقة الثالثة عبدالرب الشدادي ومرافقيه بالمحافظة، لكن دفاعات التحالف العربي تصدت للهجوم.