[ تعد قناة عدن واحدة من أهم القنوات التابعة للشرعية ]
بعد مرور عام ونيف على استعادة الحكومة الشرعية لزمام الأمور في العاصمة المؤقتة عدن , ما تزال وسائل الإعلام الرسمية وفي مقدمتها قناة عدن الفضائية غائبة عن التواجد في الداخل لأسباب يصفها مراقبون بالغير مبررة.
وتعد قناة عدن الفضائية القناة الثانية ضمن باقة القنوات الفضائية الرسمية ,وانتقلت للبث من المملكة العربية السعودية عقب سقوط مديرية التواهي واقتراب ميلشيا الحوثي والمخلوع صالح منها في مايو من العام 2015.
انتقلت قناة عدن للبث من المملكة العربية السعودية , مثلما انتقل اليها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والحكومة الشرعية عقب اجتياح ميلشيا الحوثيين وقوات صالح لعدن في آذار مارس من العام 2015م.
و بعد دحر الميليشيا الانقلابية من عدن, تبدو الأمور مغايرة تماما, فقد عاد الرئيس هادي لمقره في قصر المعاشيق، و تبعته الحكومة الشرعية برئاسة أحمد عبيد بن دغر، لكن وحدها القنوات الفضائية الرسمية، وفي مقدمتها قناة عدن ظلت في مكانها المؤقت بالمملكة العربية السعودية, بالوقت الذي يتطلع فيه الكثيرون لعودتها للبث من المدن المحررة، لمساعدة الحكومة الشرعية، على إعادة تطبيع الحياة, ومرافقة مسيرة استعادة الدولة من الانقلابيين.
كان الوضع الأمني المضطرب أبرز الأسباب التي كانت الجهات المعنية تسوقها للمطالبين بعودة بث قناة عدن من مقرها في عدن, إلا أن عودة الرئيس هادي والحكومة الشرعية بدد هذا السبب، كما يعتقد الكثير من موظفيها.
قناة عدن ودورها
لعبت قناة عدن الفضائية دورا بارزا ومحوريا خلال فترة اجتياح ميلشيا الحوثيين وقوات صالح لعدن, عقب إعلانها عاصمة مؤقتة في خطاب متلفز للرئيس هادي بثته القناة.
ولم تتوقف القناة عن العمل ونقل صوت الشرعية حتى بعد اجتياح ميلشيا الانقلابيين للمدينة وسيطرتهم على عدد من المديريات, فقد استمرت القناة في بث نشرات الأخبار والبرامج التفاعلية التي كانت أشبه بالدعم المعنوي لسكان العاصمة المؤقتة عدن.
وكان مطلع مايو من العام 2015 موعداً لاجتياح ميلشيا الانقلابيين لمديرية التواهي، والتي يقع فيها مقر الإذاعة والتلفزيون لقناة عدن, مما حتم على موظفي القناة تركها والنجاة بأرواحهم المهددة من قبل تلك المليشيا, ولم يستمر توقف بث قناة عدن لأكثر من 4 أيام, فقد أعيد بثها من المملكة العربية السعودية.
معاناة
ظل قرابة 700 فرد بين موظف ومساهم ومتعاقد يعانون الإهمال والتهميش طيلة الفترة الماضية, و أصبحوا أشبه بالعاطلين عن العمل، وفقاً لتصريحات عدداً منهم لـ(الموقع بوست).
وجاء موعد إصدار قرار نقل البنك المركزي إلى عدن في سبتمبر / أيلول من العام الفائت ليضاعف من معاناة أسرة قناة عدن, فقد قطعت عنهم مرتباتهم الحكومية والتي تعد لدى السواد الأعظم من أسرة القناة مصدرا وحيدا للدخل.
حملات وجهود
ما إن تنفست العاصمة المؤقتة عدن الصعداء بتحريرها من ميلشيا الانقلابيين في يوليو/ تموز من العام 2015 , حتى تعالت الأصوات المطالبة بعودة بث قناة عدن من مقرها الرئيسي في مديرية التواهي.
وفي مطلع نوفمبر / تشرين الثاني من العام 2016 التحمت الجهود المطالبة بإعادة بث قناة عدن من عدن مجسدة حملة أسماها منسقوها "حملة معا من أجل استعادة قناة عدن".
وديد ملطوف مصور متعاون بقناة عدن، و أحد أعضاء حملة معا من اجل استعادة القناة، يقول بأن تدشين الحملة جاء للمطالبة بتحقيق أهدافها المتمثلة في، عودة بث وسائل الإعلام الرسمي من عدن، و صرف رواتب موظفي الإعلام الرسمي (إذاعة وتلفزيون وارسالات)، و استيعاب المتعاقدين والمساهمين كموظفين أسوة بأفراد المقاومة الشعبية، و تعيين رئيس مناسب لقطاع تلفزيون عدن.
وعن بداية الحملة يضيف ملطوف لـ(الموقع بوست): بدأنا بوقفتين احتجاجيتين, كانت الأولى أمام مبنى قناة عدن, والثانية بعدها بأسبوعين أمام قصر معاشيق، ومن ثم تم اللقاء مع دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر.
وفي خضم حديثه يذكر وديد " بأن الوقفتين الاحتجاجيتين، تبعهما لقاء أعضاء حملة معا من اجل عودة تلفزيون عدن، ونقابة عمال التلفزيون برئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر في القصر الرئاسي بمعاشيق، وذلك للتباحث حول مشاكل الإعلام الرسمي، وفي مقدمته قناة عدن، وما يمكن تقديمه لعودتها للبث من مقرها في عدن.
وتطرق وديد للحديث عما دار بينهم وبين رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر قائلا "تطرق أعضاء الحملة للمطالب التي حددوها، وقدم بعدها بن دغر وعودا بالعودة الجزئية لبث وسائل الاعلام الرسمية من عدن وفي مقدمتها قناة عدن الفضائية.
وأشار إلى أن أعضاء الحملة لم ينهوا لقاءهم برئيس الوزراء إلا بعد إصدار معاليه التوجيهات اللازمة لاستكمال إجراءات الصرف.
وبهذا تم تحقيق أول أهداف الحملة بصرف الرواتب, لافتا إلى أنه تم صرف مرتب شهر سبتمبر، فيما ينتظر الموظفين صرف مرتبات بقية الاشهر.
وينتظر موظفون في القناة تحقيق الوعد الذي أعلنه وزير الاعلام معمر الارياني بعودة القناة الى عدن خلال ثلاثة أشهر، معربين عن شكرهم للوزير على تجاوبه.
استياء
سحر نعمان, مذيعة بقناة عدن عبرت في حديثها لـ (الموقع بوست) عن اسفها لما يحدث لقناة عدن، ممثلا بعدم الإستجابة لمطالب الموظفين، و إعادة بثها من مقرها الرئيسي في عدن.
وتتابع" سمعت قبل يومين تصريحا لوزير الاعلام معمر الارياني تحدث فيه عن قيام وزارة الإعلام بحملة توعية عن الارهاب، وكيفية مكافحته عبر وسائل الإعلام , وتساءلت: أي وسائل إعلام يتحدث عنها سيادة الوزير اذا كان تلفزيون عدن واذاعتها لازالا مغلقين؟
وأشارت إلى دعم محافظ عدن عيدروس الزبيدي لمطالب عودة بث القناة من عدن, و تضيف: أوجد لنا الدعم اللازم لإعادة فتح القناة, لكن قرار إعادة بث القناة يبقى بيد الجهات العليا في الرئاسة و الحكومة.
واختتمت سحر حديثها بالقول نأمل أن تجد وعود رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر طريقها للتنفيذ.