[ أفراد من الجيش الوطني عقب تحريرهم عقبة القنذع بالبيضاء ]
طوال أكثر من ثلاث سنوات، شهدت جبهات القتال في البيضاء معارك متقطعة أدت إلى استعادة بعض المناطق، ومنع مليشيات الحوثي الانقلابية من التقدم في مختلف المناطق.
منذ مطلع الشهر الجاري كان ملحوظا اشتداد المعارك في مختلف الجبهات بالبيضاء، وهو ما فتح باب التساؤل حول ما إذا كان بالإمكان أن تستمر المعارك هناك حتى تحرير تلك المحافظة، نظرا لأهميتها الإستراتيجية.
من الملاحظ أن اندلاع المعارك في جبهات القتال بالبيضاء، تزامن مع إعلان العملية العسكرية بالحديدة التي تستهدف استعادتها والسيطرة على الميناء الذي يعد ثاني أكبر ميناء في اليمن.
ويوم الأحد الماضي (24 يونيو/حزيران)، بارك نائب رئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن صالح انتصارات الجيش الوطني والمقاومة بالبيضاء، مؤكدا أن المحافظة واليمن بكلها لم تكن يوماً ما حوثية ولن ترضخ أو تقبل بميليشيا الكهنوت الإيرانية، ومشددا على مضاعفة الجهود حتى استكمال تحريرها.
جاء ذلك خلال لقائه بالقيادات العسكرية لمحور بيحان في جبهات ناطع ونعمان وعقبة القنذع ومحور قانية بالبيضاء، بحضور قائد قوات التحالف بمحافظة مأرب العميد علي العنزي، وهو ما يؤكد أهمية تلك الجبهة وأهمية تفعيلها.
معارك شرسة
قبل أيام أعلنت قوات الجيش الوطني، إطلاقها عملية عسكرية واسعة تمكنت خلالها من تحرير مواقع إستراتيجية جديدة بالبيضاء من محورين، وهما: محور نعمان ومحور (ناطع- الملاجم).
خلال الشهر الجاري شهدت محافظة البيضاء معارك عنيفة، وأعلن عقبها محافظ البيضاء ناصر السوادي، تحرير مديرية نعمان التابعة للمحافظة بشكل كامل بعد تمكن الجيش الوطني والمقاومة من تحرير عقبة القنذع والجريبات ومفرق البديع وصولا إلى منطقة الغول آخر مناطق مديرية نعمان.
وتمكن الجيش والمقاومة من تحرير مواقع الفقراء وقرن البان وأجزاء من أشعاب فضحة بجبهة الملاحم، سقط خلالها العديد من عناصر مليشيات الحوثي الانقلابية.
إمكانية استمرار المعارك
وحول إمكانية استمرار المعارك في البيضاء، يعتقد مراسل قناة الجزيرة في اليمن عبدالكريم الخياطي، أن المعركة هناك بالنسبة للشرعية مهمة برغم الإهمال الذي تعانيه من قبل التحالف العربي، فضلا عن عدم تلقيها الاهتمام الإعلامي أو اللوجستي.
وقال لـ"الموقع بوست" إن المعارك هناك جرت بطريقة ممتازة برغم الإهمال، مؤكدا أن استمرار التقدم بالبيضاء، يُشكل فرصة لإشغال الحوثيين عن حربهم في الساحل الغربي، فضلا عن تسهيل تأمين الشرعية للجبهات الجنوبية، وتخفيف الضغط على حدود مأرب.
وأفاد "أظن أن التحالف لم يساند هذه الجبهة إلا بسبب الضغط الإعلامي، وظهوره بمظهر المهتم بالسواحل وليس بتحرير كل اليمن"، مستطردا "لذلك كان من المهم للسعوديين والإماراتيين أن يعطوا بعض الاهتمام لتلك المحافظة".
أما عن إمكانية توقف القتال في البيضاء، فقال: "كالعادة إن توقفت معركة الساحل ستتوقف هذه الجبهة على الأقل من جانب الطيران".
أهمية إستراتيجية
تعد البيضاء واحدة من المحافظات التي لا يمتلك الحوثيون فيها حاضنة شعبية، وسيطر عليها الانقلابيون مطلع العام 2015 نظرا لأهميتها الإستراتيجية.
وتقع محافظة البيضاء وسط اليمن، وتتصل بثمان محافظات هي: مأرب، ذمار، إب، صنعاء، أبين، الضالع، لحج، وشبوة.
وبتحرير البيضاء يمكن تأمين محافظتي شبوة ومأرب، وكذلك أبين ولحج من جهة يافع، لتكون المحافظة عقب ذلك نقطة انطلاق لتحرير ذمار فصنعاء، وبهذا تفتح الجبهة من جهة جنوب العاصمة لتضييق الخناق على مليشيات الحوثي الانقلابية.
كما يبلغ عدد مديريات محافظة البيضاء (267كم جنوب شرقي صنعاء)، (20) مديرية وتبلغ مساحتها حوالي (9314)كم2.
يُذكر أن المقاومة الشعبية تشكلت من مختلف الانتماءات عقب دخول الحوثيين المحافظة، وكثيرا ما تم استهدافها بغارات جوية لطائرات دون طيار تابعة للولايات المتحدة الأمريكية.