[ محمد محمد قحطان ]
ربما يكون الخبر الأسوأ لأسرة محمد قحطان لم يمر بعد، فتجاهل المسؤول الأممي لاسم القيادي الذي يقبع في سجون الحوثيين وصالح منذ تسعة أشهر، يعزز من الفرضية التي تكهن بها البعض وتحدثت به مصادر كثيرة بأن السياسي الأبرز قد قُتل.
اسم المختطف الأبرز محمد قحطان لم يرد ضمن حديثه، ولم يعط المسؤول الأممي معلومات عنه، فالرجل الذي خاض نقاشات محتدمة ومعارضة لسيطرة الجماعة المسلحة على العاصمة صنعاء، قد يكون تعرض لمكروه.
خطف الحوثيون الذين تحالفوا مع قوات صالح، قحطان عقب أيام وجيزة من شن مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية عملياتها الجوية بهدف استعادة شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أواخر مارس من العام الماضي، بعد أن كان قيد الإقامة الجبرية من قِبل سلطة الجماعة المسلحة.
كانت تهمة قحطان بأن حزبه أيد عمليات التحالف، وأنه وفق أدبيات الجماعة المسلحة يُعد عميلاً وخائناً.
لم تكن تلك المرة الأولى التي يتعرض فيه قحطان للاختطاف، فمنذ الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 خاض قحطان ملاسنات حادة مع المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، بالإضافة إلى قياديين في جماعة الحوثيين وتعرضت لعمليات خطف عدة، ومُنع من السفر إلى مدينة عدن (جنوبي اليمن) في فبراير من العام نفسه.
قبل خمس سنوات أيضاً وإبان الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس السابق زلت لسان السياسي الحصيف، وقال في مداخلة تلفزيونية بـ«أننا سندخل للمخلوع إلى غرفة نومه»، وقعت هذه العبارة في نفس صالح الذي امتهن الحقد والضغينة ضد خصومه السياسيين.
بعد أربع سنوات دخل مسلحو جماعة الحوثيين وقوات صالح إلى غرفة نوم قحطان، تحقيقاً للنبوءة بشكل عكسي والتي قالها المتحدث باسم اللقاء المشترك حينذاك، لم يكتف صالح بتلك الخطوة بل أوغل في امتهان السياسي الذي يسير وحيداً في شوارع العاصمة، وأواخر العام الماضي كان أعضاء من أسرته مهددون بالسجن إن ألحوا على سلطات الجماعة المسلحة بمعرفة مكانه.
ضغطت منظمات دولية والأمم المتحدة على جماعة الحوثيين وصالح الإفراج عن قحطان الذي ينحدر من محافظة تعز (وسط البلاد)، غير إن قياديي الجماعة غضوا الطرف عن النداءات المتكررة، ولم يكترثوا أيضاً لتوسلات أطفاله، بأن أبيهم يعاني من ظروف صحية، وأن صحته تتدهور.
وفي مفاوضات جنيف1 وجنيف2 طرح وفد الحكومة ملف إطلاق المعتقلين السياسيين من قادة الأحزاب تمهيداً للمضي قُدماً في مشاورات إحلال السلام في البلد المضطرب منذ نحو عام، لكن وفد صالح والحوثيين اعترضوا على ذلك، وقال محمد عبدالسلام المتحدث باسم الجماعة إن وفد الحكومة يُصر على ملف إطلاق الخمسة السياسيين.
كانت تلك نقطة الخلاف في القضية ووراء الأكمة ما وراءها، و تحدث ولد الشيخ بلغة مغايرة عن بوادر جيدة في مساعي لإطلاق ملف المختطفين، لكن اسم قحطان لم يكن حاضراً.
متحدث إعلامية الإصلاح الذي يحتل فيه قحطان قيادة رفيعة، عبدالملك شمسان قال لـ(الموقع) الاتفاق على إطلاق جميع المختطفين لدى الحوثيين كخطوة سابقة للحوار، إلا أن الحوثيين لم ينفذوا شيئا من ذلك.
وأضاف ما نزال نأمل ضغطا من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإنجاز هذه الخطوة التي من شأنها أن تظهر جدية الحوثيين للحوار، فضلا عن أن الواجب الإنساني والأخلاقي والمهني للأمم المتحدة يفرض عليها أن تلعب دورا في هذا من حيث المبدأ، وبغض النظر عن الحوار والعملية السياسية».