بكل صلف وتجاهل للقرارات الدوليّة تواصل الميليشيات المتمرّدة جرائمها بحق الشعب اليمني بشكل عام وأهالي تعز على وجه الخصوص انتقاماً من صمودهم ورفضهم لوجود جماعة الحوثي الإجراميّة وأنصار المخلوع صالح التي تعمد في كل لحظة إلى قصف المدنيين بشكل عشوائي لإيقاع أكبر الخسائر في صفوفهم لتكون وسيلة ضغط على المقاومة الشعبية والجيش الوطني بعد أن عجزت عن كسر صمود أهالي تعز، ولعلّ آخر الجرائم إحكام الحصار على المدينة ومنع دخول المساعدات الإغاثية والطبيّة إلى مدينة تعاني من نقص حادّ في كل شيء إلا إرادة التحدي والصمود في وجه جرائم الانقلابيين.
تعاملت السلطة الشرعيّة في اليمن مع الأزمة بكل مسؤولية، فهي أعلنت في أكثر من مرة عن هدنة إنسانية تسمح للمدنيين بالتقاط أنفاسهم ودخول المساعدات إليهم إلا أن المتمرّدين الحوثيين في كل مرة يخرقون هذه الهدنة منذ اللحظات الأولى رغم تقديمهم تعهدات للمبعوث الأممي إلى اليمن ولد الشيخ، وإنها من خلال هذه الممارسات أكدت أنها جماعة انقلابيّة خارجة على القانون وليس لديها أي أخلاق أو مواثيق ولا حتى رؤية سياسية تمكنها من قيادة اليمن، وإنها تناور وتحاور من خلال فوهة البنادق والحصار وليس لديها أي برنامج سياسي لأنها جماعة تتلقى تعليماتها من الخارج وليست يمنيّة ولا تشبه اليمنيين ولم تكن مصلحة اليمن تشكل لهم أولوية.
من المؤسف أن يفشل المجتمع الدولي في وضع حد لممارسات الانقلابيين الحوثيين رغم إقرار المبعوث الدولي بهذه الممارسات ورغم إدراك الجميع أن الانقلابيين وحليفهم المخلوع صالح هم سبب أزمة اليمن بسعيهم للهيمنة على اليمن وزرع الفتن ليس في اليمن فقط وإنما في المنطقة ومن بينها محاولاتهم العبثية والاستفزازية إطلاق الصواريخ اتجاه أراضي المملكة العربية السعودية التي واجهتها المملكة بحسم.