يحتفل الزملاء الأعزاء في فضائية " بلقيس " يوم 11 مايو الجاري ، بالذكرى الثانية لانطلاقة قناتهم التي وُلِدتْ متميزة ، وأستمرت متوهجة ، وظلت - حتى هذه اللحظة - متألقة في سماء الاِعلام اليمني والعربي .
أنها قناة تلفزية فضائية ناجحة . وأُشدّد على المفردة الأخيرة في هذه العبارة . والنجاح هنا ليس صفة مدح ، ولا نعت اِشادة ، بقدر ما هو اِقرار بحقيقة ماثلة قُبالة كل ذي بصر وبصيرة . فما هي مؤشرات هذا النجاح ؟
لقد ألتزمت هذه القناة - منذ انطلاقتها - بشروط أداء الواسطة الاعلامية التي تحترم نفسها وجمهورها ، باتِّباعها قواعد الموضوعية المهنية والمسؤولية السياسية والفكرية والابداع الصحافي والتقني ، ناهيك عن القاعدة الأخلاقية التي باتت معياراً عزيزاً في الساحة الاعلامية اليوم ، محلياً وأقليمياً ودولياً ، عدا أن الحرية سِمَة أخرى تجلَّت واضحة الملامح في أداء هذه القناة التي باتت حاضرة بقوة في الميدان وكأنَّها تبث من الصافية أو التواهي وليس من أسطنبول .
- والحيادية ؟؟
من ذا الذي يطلب الحيادية من واسطة اعلامية محترمة وملتزمة بقضية دولة ومجتمع وشعب ؟؟
متى كانت الحيادية معيار أداء صحيفة أو اذاعة أو قناة تتصدّى لأزمة وطن تعرَّض لانقلاب عسكري كهنوتي غاشم على سلطة الحكم الشرعية فيه ، ثم بات يتعرَّض لعدوانين - داخلي وخارجي - ينتهكان كل مقدسات ومكتسبات هذا الوطن ، وأمن وعيش أهله ، وسلامة سيادته ؟؟
ان الحيادية فِرْيَة سخيفة يضحك بها المنافقون على الذقون .. فالحياد في عُرْف الاعلام الملتزم والمحترم والهادف هو القرين الشَّرْطي للنفاق بأسوأ تجلياته .
وقد كانت " بلقيس " - ولا زالت حتى هذه اللحظة - صوتاً وصدى للقضية اليمنية الأكثر اِلحاحاً اليوم ، وهي الفصل الوطني بين كتلتين متضادتين في الموقف مما تمرُّ به اليمن في الوضع الراهن ، في ظل الانقلاب والاحتراب والعدوان .. بل أنها لم تكن مجرد بوق دعائي للسلطة الشرعية أوستارة ملونة لكواليسها السياسية ودهاليزها الشخصانية ، حتى وهي تدافع ببسالة عن هذه الشرعية في الصف الأول من جبهتها الاعلامية .
ومما يُثلج الصدر في المشهد الاعلامي العام لهذه القناة أنها شابَّة بمعنى ودلالة الكلمة ، بدءاً من أفكارها المبثوثة في رسالتها وعبر برامجها .. مروراً بطاقمها في الادارة والتحرير والتنفيذ والتقديم .. وصولاً الى عمرها الزمني الذي يشبُّ عن الطوق في كل يوم ، متحرّراً من قِماط الولادة ومهد الرضاعة .
وكلما أتَّسمت الواسطة الاعلامية بالشَّبْنَنَة ، تقوَّى عَضَدُها في القدرة على التطور والانفتاح على الجديد بل والمُتجدِّد في عالم الاعلام الراهن ، وهو عالم مكتظ بالجديد الذي يولد في كل لحظة بصورة مثيرة للدهشة .. ومن المؤكد أن هذا التواتُر المتدفق - في الجديد الاعلامي على الصعيد العالمي - لا تقوى على استيعابه وتمثُّله وتطويره الاَّ الأفكار والأذهان والمواهب والعزائم الشابَّة .
بهذه المناسبة العزيزة على قلبي ، أزفُّ أحرَّ تبريكاتي وأصدق تمنياتي للصديقين والزميلين العزيزين توكل كرمان وأحمد الزرقة ولجميع أفراد أسرة " بلقيس " الأعزاء من الجنسين ، ومعظمهم أصدقاء وزملاء حميمون .. وكلّي ثقة في أنهم جديرون باجتراح أنبل ما في الرسالة الاعلامية الوطنية الماثلة اليوم بتحدٍّ كبير قُبالة كل اعلامي يتشرَّف بالانتساب الى هذه المهنة ويُشرِّفها في الوقت نفسه .