فبراير والفوقاعات المنفوخة (1)
الاربعاء, 31 يناير, 2018 - 08:09 مساءً

بسقوط المجلس الانتقالي في عدن وتحوله لجماعة انقلابية والتحاقه كقوة ثانية بعد جماعة الحوثي ضمن ثلاث قوي جديدة تشكلت في السنوات الأخيرة من خارج القوي السياسية القديمة تبقي شباب ثورة فبراير هم اكثر القوي الشعبية الجديدة التي لم تتلوث لا بالدم ولا بالفساد ولا بالانقلاب علي شرعية الدولة ورغم ان شباب الثورة تحديداً كانوا ابرز المتضررين من العملية السياسية الا انهم الطرف الذي دافع ولم ينقلب عليها ولم تشملهم قرارات دولية باعتبارهم معرقلين وعارضوا الجانب غير العادل فيها بطريقة سلمية..
 
وبما ان مشروع الحوثي امتداد للمشروع الامامي الثورة المضادة لسبتمبر بات من الواضح ان المجلس الانتقالي ثورة مضادة لاكتوبر ويتجسد ذلك من خلال خطابه وسلوكه وقيامه بدور الجماعة الوظيفية للاطماع الخارجية ومصادرته للهوية اليمنية في الجنوب.
 
شباب ثورة فبراير ميزتهم الاحداث من بين كل القوي انهم اكثر التصاقا بمستقبل اليمن واكثر وضوحا في الرؤية والخطاب وبالذات حول ثلاث نقاط أساسية الحرية والتنمية والسيادة الشعبية كما ان إضافات شباب فبراير للوعي الشعبي من قيم حديثة ومسلك حديث يعكس مشروعهم السياسي الذي تجسد من خلال ماتم طرحه من أفكار وشعارات وتحركات سلمية ذات صلة بالحقوق والحريات ومكافحة الفساد إضافة للصورة البهية التي نقلتها ثورة فبراير عن اليمن وغيرت نظرة المجمتع اليمني لذاته ونظرة المجتمع الدولي لليمن.
 
واهم من يعتقد ان ادخال اليمن في دوامة عنف وحروب داخلية وخارجية يستطيع ان يمحو بذور وضعتها ثورة فبراير وسلوك كرسته الثورة ومفاهيم تم ضخها للوعي الشعبي لاتزال راسخة وصحيح ان اغلب القوي من الشمال للجنوب تنكرت لفبراير ومن لم يتنكر لفبراير خذلها وصحيح أيَضاَ ان المجتمع الدولي والإقليمي الذي تعهد برعاية العملية السياسية الناتجة عن ثورة فبراير كان اكثر المساهمين في افشالها وصحيح ان الذين ذهبوا الي السلطة باسم فبراير لم يعكسوا قيم واهداف ورؤية فبراير وصحيح ان فبراير تحتاج لتقييم وتقويم غير ان فبراير كفكرة وقيم واهداف وتضحيات ماتزال الرقم الصعب واهم مفتاح لمستقبل اليمن.
 
لا يقتصر الأمر علي تقديم الشباب لتضحيات اسطورية في ساحات الثورة واذهال العالم ببسالتهم ولايقتصر الامر في تجسيد انموذج جديد وشكل جديد من اشكال الاحتجاج المدني لقد أضاف فبراير لما سبق تطور محلوظ في وعيهم السياسي والفكري وتطور في الخطاب واستيعاب دورس كل مرحلة.

كما كان الشباب الأكثر استيعابا لشروط كل مرحلة ولم تتمكن أي قوة داخلية او خارجية لتحشيدهم ضمن اجندة الثورة المضادة للثورة كما فعل الحوثيون بشباب الصمود وكما فعل المجلس الانتقالي ببعض شباب الحراك.

* من حائط الكاتب على فيسبوك
 

التعليقات