وجع العمر كله
السبت, 21 ديسمبر, 2019 - 12:54 مساءً

لحظة عناق اب من تعز لابنته بعد اربع سنوات من الاختطاف في سجون الحوثيين.
 
الحوثيون يختطفون المارة من الناس ويجعلون من نصف مدينة تعز التي يسيطرون عليها سجنا بشعا.
 
يحفرون من خلاله في ذاكرة الوطن جرحا لن ينسى ولا يمكن التعافي منه ببساطة ولا يدركه الذين يتمتعون بترف عدم معرفة حقيقة الجرح في اليمن.
 
* المشهد كالتالي الجزء الشمالي الشرقي من تعز المدينه والذي يقع فيه مطار تعز الدولي والطريق الرئيسي المؤدي إلى اب وصنعاء وايضا عدن.
 
فيه معسكرات الجيش التي وضعها صالح من ثلاثين سنه وتمثل آخر واهم القوات التي ما تزال وأصبحت كلها الآن حوثيه.
 
وهنا يتم خنق تعز بحصار دامي من هذا الجزء وقصف أجزائها الأخرى بوحشية مستمرة كل يوم.
 
* في هذا الجزء صار مئات الآلاف من المواطنين الابرياء في عداد المعتقلين ويعمل الحوثي كل يوم على خطف العشرات وبعد تعذيب وحشي يطلقهم ويقول لعالم النفاق انه يطلق اسرى حرب تكرما .. وهنا يزيد الوجع.
 
* الصور التي اكتضت بها المواقع اليومين الماضيين للمفرج عنهم من المخطوفين اختطفوا في مكان اسمه مدينة الصالح وهو تجمع سكني بقرب مطار تعز في الحوبان وهي منطقة سكانية وصناعية تعد من أهم مناطق تعز ( واليمن ) ومتاخمة لمحافظة اب التي هي عمق تعز الاصيل.
 
ما يسمى بمدينة الصالح السكنية بنيت من سنوات علي عبدالله صالح وبقينا نراها مجرد مباني يمنع الدخول إليها ولم يسكنها أحد ولم يستفيد منها أحد لتظهر الآن انها معتقل رهيب لبيوت أشباح أسوأ من بوغريب في العراق بمراحل
انها مقر السلخ البشري الذي يقتل آلاف الناس ولا يتحدث عنه أحد
 
( وكأن قدر تعز ان يبقى اسم صالح فقط مصدر تعذيب من فكرته بتطويق المدينة بالمعسكرات إلى تمزيق المحافظة باقتطاع مديريات كاملة إلى إيجاد سجون في كل معسكر وزاوية)
 
* مطار تعز لا أحد يتكلم عنه وانه تحت حصار الحوثي ولا مطالبة لفتحه رغم انه يخدم تعز واب وجزء من لحج اي بدون مبالغات ( 35 بالمائة) من سكان اليمن.
 
* يسطو الحوثيون على اكبر منطقة سكانية وتجارية وهي أجزاء تعز المحتله منهم ومحافظة اب وهذه الأماكن تعني إيرادات شهريه تفوق الخمسة مليار ريال شهريا دون رقيب.
لتبقى عجلة الحرب التي لن تنتهي بمجرد صمت المدافع لأن جرحها غائر في قلب وطن ينزف وتهدر كرامته.
 
* كل شركات الأسلحة وأصحاب المصالح الدولية والإقليمية المستفيدة من الحرب القائمة باليمن يحافظون على بقاء الميليشيات الحوثية ويجعلوها قوة معرقلة لأي سلام باليمن ( وإذا انتهى الحوثي سيصنع حوثي غيره).
 
لأن المصلحة تقتضي ان يبقى السبب الموجع لاستمرار الحرب حتى تبقى خطط التمزيق والنزيف الجاري لليمن والمنطقة.
 
* للذين لا يعرفون الجغرافيا في اليمن فإن القوات الجاثمة على هذا الجزء من مدينة تعز قدمت من مسافات تصل إلى خمسمائة كم ولم يذهب أبناء تعز إليهم ليغزوهم او يسيطرون عليهم.
 
( وبالعكس عندما كانت صعدة معقل الحوثيين في حرب مع صالح كان منطق اليمن رافض للحرب هناك ).
 
* وللذين يبحثون عن حل لإحلال السلام في اليمن نقول ان فك حصار تعز وخروج الحوثيين من أجزائها سينهي الحرب ويسقط كل حجج التدخل الإقليمي والدولي.
 
وسيطبع الحياة العامة في اليمن بشكل كامل لكن الحوثي لن يعملها ليس فقط لأنه مشبع بنظرية دينية مذهبية ولكن لأنها مصدر عيش امراء حرب لا أخلاق لهم ولأن ذلك أيضا دوره المطلوب لبقاءه من الشركات والدول الأخرى فهو دوره ان يبقي في اليمن سبب حقيقي لاستمرار الحرب وفرض معادلات صعبه امام اي سلام ومن ذلك زرع الصراع المناطقي و أن يجتاح وسط اليمن وجنوبه وغربه .
 
* نقلا عن صفحة الكاتب من الفيسبوك

التعليقات