تحررت حضرموت اليوم من الإرهاب والخوف. تحررت من همجيات المتوحشين الذين حكموا الرعية بالشدة والغلظة والاذلال والقسوة، وتلذذوا بمهرجانات القتل وبالصلب والرجم والعنف والقسوة مع الناس قاطبة، مع المرأة والتاجر ومع المدرسة والمسجد بل وتجاوزا ذلك الى هدم ودك أضرحة أولياء الله الصالحين.
لقد أبلغت دول التحالف الرسالة الصادعة الجسورة ابلغتها لكل دول العالم، وفحواها ان حروبكم البطيئة والمخاتلة مع الإرهاب، ملغزة وان حروبهم تتم بالتقسيط المريح ! وتضع ألف سؤال وسؤال حول إخلاص نياتهم وتصميمهم على اجتثاثهم لهذه الآفة الباغية، ورغم أن الإرهاب اليوم قد مر على محاربته في منطقتنا سنوات عجاف الا انه ترسخ، بل وأثناء التصدي والمواجهات لاستئصاله من قبل الغرب، كبر الإرهاب وتفشى وتمدد الى مساحات كبيرة.
أرى اليوم يقظة وهناك اليوم مُتغير كبير بعثته وأيقظته من سباته المرهقات والغبن . نعم بعثت هذا المتغير مضنيات الأزمان ومرارات الحياة والقهر، وخيبة الصديق من الصديق المتلون. فأفاقت والحمد لله دول التحالف العربي ومن خلفه اليوم يتحشّد -الحلف الإسلامي- والحمد لله أن هذا المارد الجبار إستيقظ اليوم ويقيني أن العالم الإسلامي تدارك نفسه، وقرر أن يخوض التحديات - فاما أن يكن أو لا يكن-.
اليوم حضرموت بدأت تتلمس وتستعيد انسجامها مع نفسها، وتدب في أوصالها الحياة. اليوم تنعم مدينة -المكلا- بسلامها ووعيها وتعايشاها الذي صمد لأكثر من 5 الف سنة، عبر حضارات إنسانية ومصالح وتجارات امتدت واتصلت، منذ اكتشاف طريق الحرير وامتدت الى فجر الإسلام، بل واتصلت الى الأمس القريب، وبغتة إنتكست بلاد الأمن والسلام ، بلاد أولياء الله الصالحين وأحباب الله.
لقد انتكست حضرموت فجأة حين صدّروا إليها الإرهاب بل صنعوه وزرعوه على أرضها ودعموه عنوه بالمال والعتاد والمدد، ليتمدد الى الجوار الخليجي وليجعلوا من -حضرموت -حاضنة للتوحش - ويشوهوا علينا أعظم وأرقى مجتمع إنساني وسطي متسامح على وجه البسيطة.
يَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
*كاتب يمني مقيم في كندا