رئيس الفصل في الميزان
الإثنين, 18 مايو, 2020 - 09:57 مساءً

الليلة كانت الحصة الأخيرة من برنامج رئيس الفصل اشهر برامج المسرح السياسي اليمني هذا العام والأكثر متابعة ووفق تقديري ان البرنامج قد شهد تطور فني من حيث المحتوى ومن حيث الرؤية الفنية الذي ظهر من خلالها اكثر ميلاً نحو المسرح من خلال طبيعة المكان الذي كان مسرحي اكثر من كونه استوديو تلفزيوني ومن حيث الحوارات المسرحية التي تخللت الحلقات وفكرة رئيس الفصل الفكرة المألوفة وأول سلطة يخوضها المواطن العادي في ظل احتكار السلطات الثلاث السياسية والدينية والاجتماعية.
 
على عكس البعض أرى برنامج رئيس الفصل متعوب عليه وليس مجرد برنامج تجميعي فمن حيث توليد الفكرة التي تدور حولها الحلقة يتطلب عصف ذهني مركز خصوصاً ان تسمية الحلقات يلاحظ فيها ابداع واشتقاق لغوي من مثل حلقة جمعية الهلال الأحمر المخابراتية او حلقة سيد الفيروسات.
 
البرنامج قائم أيضا على البحث فمن عدد مهول من المقابلات التلفزيونية مطلوب مقاطع بعينها متعلقة بعنوان الحلقة وبالذات تلك التي تحتوي التناقض او الحقائق او زلات اللسان وهذا يعني ان يكون هنالك أرشيف تلفزيوني تم تجميعه على مدار السنة ثم تم غربلته واخذ المضامين التي تعبر عن طبيعة تفكير الجماعات السياسية والفكرية المضادة للحرية.
 
بالإضافة الى الابداع المسرحي من الواضح ان ثمة قيم عامة وخاصة تعبر عن رؤية البرنامج مثل الجمهورية والديمقراطية والحريات العامة والخاصة لذلك تم تخصيص حلقة كاملة للتنديد بالانتهاكات التي تمت بحق الحرية الشخصية لتسريحة شعر الشباب وطريقة لبس النساء ولم يورد البرنامج أي فكرة فيها استنقاص للقيم المدنية العليا كتحقير المرأة او الحرية او الديمقراطية او مايغذي الهويات الفرعية مثل الطائفية والمناطقية على حساب الهوية اليمنية الجامعة.
 
 
تضمن البرنامج قفشات جميلة وسخرية سياسية لاسعة جدا وتهكم فكري بالغ المضمون الى الدرجة التي فتحت بعض الحلقات نافذة نحو التجديد والإصلاح الديني من مثل حلقة دين العائلة او حلقة الجاهلية الحديثة وتم فيه نسف الصنيمة المدمرة لعبد الملك الحوثي كما لم يحدث من قبل في تهكم عبقري.
 
الملاحظة على البرنامج وفق وجهة نظري الشخصية من ناحية المضمون دقة المعلومات قبل عرضها مثل معلومة تاريخية عن تسمية اليمن تم ارجاعها على ان الاسم بسبب موقع اليمن يمين الكعبة واليمن قبل مكة وقبل الكعبة حضارة ومسمى ومعلومة باب المندب واخذ رسوم السفن العابرة ومقارنته بقناة السويس ومن الناحية الفنية يتطلب البرنامج المزيد من التلقائية وتخفيف التكلفة والنزعة نحو العمل المسرحي اكثر.
 
التحية للفنان اليمني الكبير محمد الربع وفريق الاعداد الذي اعرف منهم الصديق العزيز موسى النمراني ورفاقه.

التعليقات