أطلق المخلوع صالح على دولة قطر تسمية " قرية قطر"، وهو بهذا التوصيف يصدرُ عن حقدٍ دفين ونفسية مدمرة وإناء اسود ينضح بالكراهية، يعكس حجم الدور الذي أدته وتؤديه قطر في الإقليم والعالم، وهو دور لطالما رمى بطوق النجاة للمخلوع صالح في محطات مهمة من حكمه، الأول في عام 1994 والثاني عندما استفحلت معارك صعدة وأصبحت تحدياً حقيقيا لحكمه.
كانت قطر هي المحطة التي يتنفس عندها المخلوع صالح وقت الشدائد.. وقطر عندما كانت تتيح له هذه الفرصة فإنما كانت وما تزال تنطلق من مبادئها العربية الأصيلة، وليس من حسابات تكتيكية أو مرحلية، لم تصطف قطر إلا في الجانب الصحيح من المعادلة، وغالباً ما يكون موقف قطر مبدئيا وأخلاقيا، وغير مرتهن لأي حسابات.
وحينما لم تقف قطر إلى جانب المخلوع، ولم توفر له الملاذ، وقررت عوضاً عن ذلك الوقوف إلى جانب الشعب اليمني، ها هو المخلوع صالح يصعد باتجاه قطر، ويتحول إلى سفيه القوم الذي يشتري رضا طرف، على حساب آخر، ولأن دور قطر ما يزال مؤثراً وفعالاً، قرر المخلوع صالح تسميتها "قرية قطر".
وهي في الحقيقة قرية كما هي مكة قرية أي أنها مدينة وتعكس المرحلة الأرقى من التمدن العالمي، وهي أيضاً "قرية عالمية"، فالعالم كله في قطر ويلتقي في قطر ويتنفس الحرية في قطر ويصيغ جانباً من سياساته الاقتصادية والتجارية والبيئية في قطر.
وفي عام 2022 سيكون العالم كله في قطر جسداً وروحاً وعيناً ليتابع أكبر حدث رياضي في العالم.. ستكون قطراً مستعدة لتستقبل الملايين من سكان الأرض لمتابعة هذا الحدث ببنية تحتية حديثة وضخمة، ستجعل من الدوحة حاضرة قطر إحدى مدن العالم الأكثر جمالاً..
في الخطاب السياسي والإعلامي للمخلوع صالح وحلفائه الحوثيين، يجري الحديث عن قطر باعتبارها جزء من محور كبير ومؤثر في المنطقة، عندما يريدون تسويق فكرة تعرضهم لمؤامرة كونية.. لقد وقعوا في فخ الخطاب المتناقض، حيث يرون في قطر عدواً كبيراً ومؤثراً، ولكنهم في المقابل يقللون من أهمية قطر ويحاولون تقزيمها..
قطر البلد الذي نحترم فيه الموقف العربي الأصيل والمبدأ الذي لا يلين، قطر التي أيقظت وعي الأمة، وأعطت الكلمة الحرة معناها الحقيقي وتحملت إزاء ذلك كلفة كبيرة لا يقوى على تحمله سوى الكبار.
#قطر_قريتنا_الكبيرة