هناك الآلاف من المسؤولين اليمنيين الحكوميين بدءا من الرئيس والنائب، ورئيس الحكومة والوزراء والوكلاء ومدراء العموم، ورئيس مجلس النواب وكثير من النواب، ورئيس مجلس الشورى، وأعضاءمن المجلس، ومدراء ونواب ومستشارون، وقادة عسكريون ووجهاء وشيوخ قبائل، ورؤساء أحزاب ونوابهم ورؤساءالدوائر وقادة سياسيون يقيمون في العاصمة السعودية الرياض.
السؤال: لماذا يقيم كل هؤلاءفي الرياض؟
جوابهم: لأن حياتنا في خطر، هكذا يقولون، عجيب كل هؤلاء الآلاف حياتهم في خطر؟!! حياتكم في خطر منذ سبع سنوات !!
يقولون لنا: الآن لم تعد في خطر لقد أصبح الوضع أفضل حالا!!
إذن لماذا لا تعودون إلى اليمن لممارسة أعمالكم ومهامكم من اليمن؟
طبعا لا أحد يريد أن يعود، راقدين شابعين هم وعيالهم ومحسوبون على جهاز الدولة التي يموت منها الآلاف حربا ومرضا وجوعا.
لكن المعروف وهذه ليست شائعة أن الآلاف من هؤلاء الناس يقيمون مع عوائلهم في العاصمة السعودية، ويستلمون رواتبهم بعضهم من الحكومة اليمنية، والبعض الآخر من اللجنة الخاصة باليمن التي تتبع الحكومة السعودية.
تؤكد المعلومات الواردة من هناك أن المسؤولين السعوديين لوحوا أكثر من مرة للآلاف من هؤلاء بضرورة مغادرتهم من الرياض. والتوجه إلى الأراضي اليمنية، لكن كثيرا منهم يرفضون العودة بحجة أن البلاد ليست آمنة.
إذن متى ستكون البلاد آمنة، بعد سبع سنوات، وماذا ينتظر الآلاف من القابعين في الرياض، وكيف يمكن أن تأمن البلاد بعد سبع سنوات.
هم لايريدون الخروج من الرياض، هذا شأنهم، ولكن أليس من الواجب استبدال المسؤولين بغيرهم ليمارسوا مهامهم على أكمل وجه داخل البلاد.
إذن اتركوا المجال لآخرين في الداخل ليعيشوا ويتعايشوا مع أوضاع الناس.
هل تعرفون ما الذي يعنيه أن تكون مسؤولا عن ثلاثين مليون نفس، شيوخا وشبابا ونساء وأطفالا مرضى ومسنين عجزة ومعاقين وجرحى ومحتاجين باعة وبنائين وصناعيين، وجيشا وأمنا ومكاتب وهيئات واستخبارات وغير ذلك وتكون خارج البلاد لمدة سبع سنوات؟
أخلق الله لكم عقولا أم أقداما مكان عقولكم لتفكروا بها؟!
كيف يمكن للمسؤول الأول في حالة حرب وموت وخراب أن يعيش خارج بلاده سبع سنوات ويترك شعبه في هذه الحالة الكارثية؟
أيكون هذا الإنسان طبيعيا وعاقلا وصالحا للعيش كإنسان راشد ناهيك عن أن يكون صالحا للحكم.
يسربون كل يوم لنا ولغيرنا منذ سنوات أن الرئيس ممنوع من قبل السعودية والإمارات من دخول عدن وهل هذا عذر يصدقه عقل.
طيب ماذا عن المدن الأخرى غير عدن؟!
هل رئيسنا طفل فيضحك عليه وهل نحن أغبياء لينطلي علينا مثل هذا العذر الأهبل وهل بعد سبع سنوات يمكن القبول بهذا العذر.
هذا عذر للشهر الأول أوالثاني أو الثالث أو سنة حتى ولكن ليس عذر سبع سنوات، لكنه معجب والآلاف من رجال الدولة بهذا الحال المائل، وهم يرون الحرب تنهش في أجسادنا كل يوم.
وهم سعداء بحالة الإرتزاق التي هم عليها، ومن أجل ماذا من أجل راتب أوراتبين أومكافئة هنا أوهناك.
ولو ذهبتم إلى الرياض لسمعتم فضائحهم في كل مكان، يقولون لك : الرئيس لايستطيع أن يعود ونائبه كذلك،
والحقيقة أنهما يستطيعان العودة، ولكنهما لايريدان.
يقولون لك الرئيس لايستطيع حتى أن يعين رئيس الحكومة، لكن الحقيقة أنه يستطيع، ولكنه عاجز ولايريد.
لن نطبطب على رؤوس البطيخ الفارغة هذه، وقد سمعت في أروقة كثيرة عربية ودولية ماذا يقال عن هذه الحكومة العاجزة الفاسدة، وعن تبعيتها وسوءحالها ورخصها.
لن نربت على هذه الأكتاف المائلة التي لم تحمل شعبها حين احتاج إليها وتركته عرضة لكل سوء بعد سبع سنوات كاملة.
لن نقول لهذه الأحزاب السيئة التي تركت قواعدها في مواجهة هذه المؤامرات يموتون مكشوفي الصدور من كل دعم وهم صامتون كأنهم خشب.
أنتم حتى لا تستحقون أن يشكوكم الشعب اليمني إلى الله، الله أجل وأعلى من ذلك.
أنتم بعد سبع سنوات من الأعذار الواهية والإرتزاق المتواصل والتبعية الفجة لاتستحقون سوى محاكمة عادلة أمام دستور البلاد العظيمة.
في يوم ما في زمن ما ستشرق شمس اليمن علينا بدونكم وبدون كل هذ القبح، قبح كل من أساء لليمن ولليمني العظيم، وسمح بأن تجرح كرامتنا أمام مرأى ومسمع الجميع، وجعلنا نخفي دموعنا عن كل غريب.