منتوجات الزمان الرديء
الجمعة, 16 يوليو, 2021 - 02:11 صباحاً

أفكر بمن سيخلف هادي لو مات، فأزداد رعبا واشمئزازا وأتساءل: ما هذه اللعنة التي حلت علينا يالله؟ ماهذا الزمان الرديء الذي أصبحنا جزء منه ومن منتوجاته للأسف.
 
أفكر بحكاية معركة البيضاء الأخيرة فأزداد أسفا على من سقطوا فيما القيادة والحلفاء ومليشياتهم مشاركون بوأد كل نشوة تحررية قبل أن تولد.
 
أفكر برد شافي يفحم كل من يتفوه أمامنا ويقول انظروا لقيمة الصرف والبضائع في المناطق المحررة مقابل أسعارها في مناطق المليشيات.
 
أفكر جديا بتبرير مقنع لمن يتباهى ويقول شوفوا حال الناس الإقتصادي والأمني في العاصمة المؤقتة عدن، تلك التي يفترض أن تكون منارة الجمهورية وقائدة التحرر والتغيير.
 
أفكر بالإندحار القريب والمتوقع لمليشيات الحوثي من كل شبر في اليمن، ولا توكزني في هذا الحلم المشروع إلا صور وأسماء مصفوفة أبناء الفنادق من المسؤولين وهم يمسحون نعالات "بزران" دائرة المخابرات السعودية.
 
أفكر بتلك الأقدام الوطنية الحافية التي يفترض أن تقبل وهي تذود عن كرامتها وشرفها من غير مقابل في مأرب والبيضاء والحديدة وتعز والضالع فيما كشوفات الرواتب لأبناء الفنادق وللمسؤولين المنعمين بشققهم الخاصة في القاهرة والرياض واسطنبول والذين أفسدوا كل ماله علاقة بالوطن والدفاع عن الوطن.
 
أفكر بذلك الذي يسمي نفسه مستشار وزير الدفاع وينشر قبل يومين تغريدة يسبح فيها بحمد أمير سعودي قال انه تكرم وتنازل وتابعه على تويتر.
 
أفكر بذلك الوزير الذي تغزل بولي عهد السعودية وأصبح تغزله قصيدة تترنم بها الأجيال الشرعجية صباحا ومساءا في كل الريسبشنات.
 
أفكر برئيس حكومة شاب، طموح، محايد وليس له دخل بالسياسة، انتظر ذات إجراء، حتى كتب "محمد الجابر" تغريدة يقول فيها أن الحكومة اليمنية ستعود غدا إلى عدن ومن ثم أصدر قرارا يقضي بعودة الحكومة من عدن.
 
أفكر بمصفوفة النشطاء والإعلاميين والمثقفين والأحزاب الذين يتهافتون على فتات "اللجنة الخاصة" مقابل أن يخرسوا تماما أو يحترسوا من المساس بالسعودية وفشلها في إدارة الحرب في اليمن، وليس إشكال إن وجهت سهامهم للشرعية الرخوة أو للحوثي اللئيم.
 
أفكر بهذا المأزق الذي وجدنا أنفسنا فيه وكيف سنتخارج! كيف ستعود بلدنا ونحن بلا قيادة، بلا مظلة نحتمى بها، بلا ضمائر وطنية تعمل لأجل اليمن فقط وليس لحساباتها البنكية أو القبلية أو الحزبية.
 
أفكر وأفكر وأفكر وأعود لأبتسم خائبا في وجه الضجر، وأقنع نفسي الثائرة أننا بسكوتنا بتنا جميعا جزء من منتوجات هذا الزمان الردئ !
 

التعليقات