بالأمس القريب صفق الكثيرون للتحالف بقيادة السعودية واعتبروها محررة لليمنيين من ربقة الطغيان الحوثي الإيراني ، وبالمقابل كان البعض يصفق للحوثيين كونهم سيسحقون الإصلاحيين ، وماذا كانت النتيجة ؟ تبين أن السعودية والإمارات كان لديهما تطلعات وأهداف وطموحات غير طموح اليمنيين ، امتطت ظهر الشرعية لتحقيق أهدافها.
من خلال هادي وامتطى الحوثي ظهر المؤتمر من خلال صالح رحمة الله عليه ، وما إن انتهى دور صالح قتله الحوثيون وحينما انتهى دور هادي جرده السعوديون من سلطاته بطريقة مهينة لكل اليمنيين ومنعوه حتى من السفر للعلاج ، والسؤال ، لماذا يكرر رفاق هادي ورفاق صالح نفس الغلطة ، خاصة وأن رفاق هادي يرون رفيقهم يقبع في الإقامة الجبرية وينعم بحسن الإهانة من السعوديين .
ربما يقول رفاق هادي إن وضعهم يختلف عن وضع هادي أو يقول رفاق صالح إن وضعهم يختلف عن وضع صالح ولا مجال للمقارنة ، والحقيقة أن رفاق صالح يتلقون التهديدات بالتصفية وأتباع هادي محاصرون في المعاشيق بدلا من الرياض والقرار بيد السعودية والإمارات والعبرة دائما بالنتائج وبالمستفيد ، فماذا استفاد المؤتمر من تحالفه مع الحوثي وماذا استفادت الشرعية من تحالفها مع السعودية والإمارات ؟ فلا نفوذ الحوثي تراجع ولا الشرعية عادت إلى اليمن .
والسؤال الأكثر أهمية : هل فعلا السعودية ومعها الإمارات جاءتا إلى اليمن لاستعادة الشرعية ، وهل المليشيات المصنعة بالأنابيب وتسليحها يخدم الشرعية ؟ وهل يعقل أن رعاية الإمارات لمليشيات متعددة وبأسماء مختلفة يخدم الشرعية ويخدم وحدة القرار ؟
وبسؤال آخر ، لماذا تحول حزب الإصلاح الذي استغلته السعودية والإمارات أفضل استغلال لتنفيذ مشاريعها إلى حزب إرهابي يعيق تحرير اليمن من الحوثيين ؟ ألم يكن الإصلاح هو الشماعة لدخول الحوثيين صنعاء وهو اليوم نفس الشماعة لإسقاط ما تبقى من مؤسسات الشرعية ؟ لماذا أصبح الإصلاح الشماعة لكل من يريد أن ينفذ مآربه هنا وهناك ، وفي النهاية نجد المشروع الكهنوتي يتمدد في الشمال والاحتلال في الجنوب ؟
لقد وظفوا الإصلاح توظيفا جيدا لتحقيق أهدافهم فبحجة الإصلاح أصبحت اليمن مستباحة أمام الحوثي ومعه إيران والانتقالي ومعه السعودية والإمارات ، ينفذون تمزيق اليمن بحجة التخلص من الإصلاح.
ولكن لماذا قيادات الإصلاح تمارس هذا الصمت وتبلع كل هذه الاتهامات ولا تدعو قيادات الأحزاب للتشاور وتدعو السعودية والإمارات علنا إلى الكف عن ممارسات هذا التضليل ؟
لماذا لا توضح قيادات الإصلاح الصفقات الإقليمية والدولية التي تتم من خلف الستار تحت شعار مواجهة الإصلاح ، أم أنها بالفعل متواطئة مع هذا التدمير وتزج بالوطن في أتون حرب تدور على قواعد الحزب وقواعد الأحزاب الأخرى التي تم حقنها بالكراهية للحزب وتحميله مسؤولية هذه الحرب ؟ ولماذا كلما زاد تضخيم الإصلاح إعلاميا أصبحت الشرعية على موعد مع تفكيك جديد ؟
ألم يتم من قبل تضخيم خطر المؤتمر وتم التصفيق لضرب قياداته بالطيران السعودي الإماراتي وضرب مؤسسات الدولة باسمه ؟ اليس من حق الكثيرين أن يقلقوا من تكرار السيناريو اليوم مع حزب الإصلاح وضرب ما تبقى من مؤسسات الشرعية وهو ما جرى في شبوة ومخطط له أن يجري في حضرموت ومأرب ؟ ألم يؤد تصرف السعودية والإمارات إلى إنهاك اليمن وشعبها واستنزافها ؟ هل يعلم المؤتمريون والإصلاحيون أنهم كانوا مجرد أدوات لتدمير الجمهورية والوحدة ؟ من دخول الحوثيين صنعاء إلى دخول الانتقالي عدن ، يعيد التاريخ نفسه بطريقة دائرية والبعض يصفق كالبلهاء .