عن الشيخ الزنداني
الإثنين, 22 أبريل, 2024 - 09:32 مساءً

رحم الله الشيخ عبدالمجيد الزنداني، أي كلمات لن تف الرجل حقه، ودوره وتأثيره، والأثر الذي خلفه.
 
شخصيا وأنا المشتغل بمهنة الصحافة كنتٌ أتابع كثير من الانتقادات للشيخ، والتي تجعلك تنفر منه، وهذه جناية الإعلام المضاد، وتلقفها البعض وسقط أسيرا لها.
 
وهي هجمات وانتقادات ربما ساهم فيها الصف القريب منه، والذي بدأ يشعر ببعض العبئ والضغوطات، وأسهم كثيرا في عزل الشيخ، وتحجيم دوره وتأثيره.
 
وفي عام 2007 تقريبا أجريتٌ حوارا موسعا مع الشيخ الزنداني في مقره بجامعة الإيمان لصالح مجلة الإسلام اليوم السعودية التابعة للشيخ سلمان العودة فرج الله عنه، والتي كانت رائجة وقتها بشكل واسع.
 
كان للحوار أصداء واسعة، وتصدر غلاف العدد، بصورة الشيخ والعنوان الرئيسي للمجلة، وأفصح فيه الشيخ عن مواقف كثيرة من حياته، خاصة مع الجانب الأمريكي، والعلاقة مع الرئيس السابق صالح رحمه الله.
 
لم يكن الحوار عمل صحفي مسبوق فقط بالنسبة لي، بل كان فرصة لاستكشاف الشيخ، والاستماع إليه عن قرب، ومعرفة كيف يفكر، ومن هو الزنداني بالضبط؟
 
من يومها أدركت حجم المغالطات والتزييف والدعاية السوداء، فالرجل كان له كاريزما تجعله حاضرا ومؤثرا، وبنفس الوقت بسيطا ومتواضعا، وكرهه خصومه، كما يقول مروان الغفوري لأنه كان يهزمهم في كل نزال.
 
الزنداني رجل بقصة نضال تستحق أن تروى، وشخصية جاءت للحياة السياسية والدعوية في اليمن ببناء ذاتي، لا يستند لأي جاه قبلي، أو بيت سياسي، أو أسرة تجارية، بل لرحلة كفاح ذاتية فيها من النجاح والصمود والألم والمعاناة الكثير.
 
للزنداني دور نضالي منذ ثورة سبتمبر 1962م، وكان رفيقا للزبيري، وشاهدا على عملية اغتياله، وحضر بمختلف مراحل الصراع والاستقرار في اليمن، وأثار الجدل في كل مرحلة، ومع كل تصريح، وواجه آلة إعلامية محلية وخارجية تكفي لإسكات دول وأحزاب، ولكنه وواجهها بثبات، محتفظا بعلاقات واسعة مع السياسيين ورجال الحكومة، ومشائخ القبائل، وشخصيات عربية ودولية.
 
واليوم يرحل كواحد منا خارج بلاده، التي ضاقت بفعل عصابة انقلابية قلبت كل شيء في اليمن، يرحل بما قدم، وبما ترك ورائه، وكل نفس ذائقة الموت.
 

التعليقات