أحمد الشلفي

أحمد الشلفي

كاتب وإعلامي يمني

كل الكتابات
لماذا فتح طريق القصر الحوبان بتعز؟
الثلاثاء, 18 يونيو, 2024 - 04:43 مساءً

كثر الكلام حول أسباب فتح جماعة الحوثي طريق القصر الحوبان تعز بعد إغلاقها لمدة تسع سنوات كانت بالنسبة لأبناء تعز ومن حولهم عقابا جماعيا أليما لكل سكان المحافظة ومن له علاقة بها.
 
لم أصل ولم يصل غيري من المتابعين للسبب الحقيقي والمفاجئ لقيام جماعة الحوثي بفتح الطرق دون اتفاقات مسبقة مع السلطات الحكومية في الطرف الآخر كما جرت العادة ولم أكلف نفسي أبدا الاتصال بأي مصدر من الجماعة للسؤال عن ذلك ولم أكن بحاجة للتثبت من الدكتور حمود العودي الذي أعلن أنه كان الطرف الرئيس في الإعلان عن هذه المبادرة فالأمر واضح ولا يحتاج لأي بيان أو تصريح.
 
من الواضح تماما لأي متابع لمسيرة الحوثيين أنهم لا يتخلون عن مكاسبهم بسهولة مالم يكن هناك ثمن مقابل وسريع وواضح وفي هذه الحالة وهي فتح الطريق في تعز أو لنقل أحد طرق تعز المغلقة والتي سببت الكثير من الآلام لسكانها لم يكن بدون ثمن والثمن يعرفه الحوثيون جيدا.
 
أقدر المبادرات المجتمعية والشخصيات التي تعمل عليها ولكن فتح الطرق مؤخرا ليس مبادرة مجتمعية فحسب وبخاصة في حرب ضروس لازال الحوثيون يهددون بالعودة إليها مرة أخرى.
 
الأجدر بنا أن نقول أنً هدفا ما تحقق للحوثي أو سيتحقق من وراء فتح أحد طرق تعز حاليا وبالمناسبة فالحوثيون هم الذين كانوا يغلقون الطريق وليس أحد غيرهم وهذا مانسيه الناس.
 
لا أريد أن أكون عكس تيار التفاؤل الذي أنسى الناس أسباب قطع الطريق ومن قطعها وضرورة أن يكون فتحها قائم على صورة واضحة وليس لغزا كالذي نحن فيه الآن أرجعه الناس لأسباب إنسانية.
 
صحيح أن الناس سيستفيدون من فتح الطريق ولا شك في ذلك لكن علامات الإستفهام حق من حقوق أي متابع ودعك من الاستبشارات الشعبوية والنخبوية بعودة المحاربين إلى جادة الصواب.
 
التفسيرات الكثيرة لأسباب فتح طريق تعز ومنها الإقتصادية لا تتناسب وأداء الحوثي خلال سنوات الحرب التسع فالجماعة تقريبا لاتهتم للإقتصاد ولا للسياسة ولا يعوزها تبرير إنساني لعمل حربي، و إذا كانت تبحث حاليا عن طريقة لانتصار في خيلائها الحالية بالدور العروبي والإنساني الذي تقدمه في غزة فإنها تبحث عن استكمال للسيطرة لا عن تقديم تنازلات إن كان يمكن لنا أن نسمي فتح الطريق تنازلا أوما شابه.
 
إذا ما الذي يمكن أن نطلقه على فتح طريق الحوبان القصر بتعز؟
 
لا أجد مبررا إنسانيا في الوقت الحالي وفي ظروف الحوثي الحالية أو كيف شعر الحوثي بعد تسع سنوات أنه استوفى غرضه من قطع هذا المنفذ تحديد وبأي طريقة سيستفيد من هذه الخطوة لاحقا أو حتى حاليا؟
 
الأكيد بأن الناس العاديين سيستفيدون من هذه الخطوة التي ستفرج الكثير من أوجاعهم والشكر الوحيد هو فقط للمدينة وأهلها الصامدين في وجه أوجاع الحرب وأطماع المحاربين الوكلاء على اختلاف توجهاتهم.
 

التعليقات