لماذا يخفي الحوثيون محمد قحطان؟
الإثنين, 08 يوليو, 2024 - 01:42 مساءً

إن كنت لا تعرف من هو محمد قحطان القيادي في حزب الإصلاح اليمني المختطف في سجون الحوثيين منذ تسع سنوات، فدعني أقول لك:
 
إنه شخصية يمنية قل أن تجد لها نظيراً في التفكير السياسي، وهو أحد أبرز السياسيين اليمنيين الذين ردموا فجوة الخلاف بين الإسلام السياسي المتمثل في إخوان اليمن والحزب الاشتراكي اليمني وبقية الأحزاب الأخرى من خلال تشكيل تكتل اللقاء المشترك الذي سعى لإنشائه مع القيادي الاشتراكي جار الله عمر واعتبر فتحاً سياسياً جديداً في المشهد السياسي اليمني عام 2003م.
 
كان اللقاء المشترك فيما بعد حاضنة للنضال السلمي ضد نظام علي عبد الله صالح حتى ثورة فبراير الشعبية السلميةعام ألفين وأحد عشر التي أسقطت النظام.
 
فوق ذلك، فإن محمد قحطان كان يشكل علامة فارقة في التفكير داخل حزب التجمع اليمني للإصلاح باعتباره أحد المجددين للرؤية السياسية والفكر داخل هذا الحزب، وتعرض للكثير من الانتقادات من قبل التكتلات الدينية والقبلية داخله، بل قيل إن البعض تآمر عليه.
 
عندما اختطفه الحوثيون عقب انقلابهم المشترك مع الرئيس علي عبد الله صالح عام 2014م على السلطة في صنعاء، اتهم الكثيرون نظام صالح وعلي عبد الله صالح باختطافه واعتقاله بسبب ثأر شخصي مع علي عبد الله صالح، الذي كان محمد قحطان أحد أبرز قادة الثورة على نظامه البائد وبسبب تصريحاته الملفتة والقوية آنذاك.
 
كان محمد قحطان قوياً أثناء ثورة 2011م، وكان الصوت الوحيد من الطبقة السياسية اليمنية الأولى الذي يضرب النظام بقوة.
 
لكن مقتل علي عبد الله صالح على يد الحوثيين في ديسمبر 2017م واستمرار اختطاف الحوثيين لقحطان وعدم الإفصاح عن مصيره بتاتاً رغم كل المحاولات وجولات التفاوض التي جرت كشف أن الحوثيين كانوا المسيطرين على المشهد.
 
والسؤال هنا: ما الذي يمكن أن يستفيده الحوثيون من إخفاء مصير شخص أياً كانت أهميته عن أسرته والعالم لمدة تسع سنوات؟، وكيف يمكن البناء على حسن النوايا إذا كان الحوثيون يرفضون الإفصاح عن مصير رجل معتقل في سجونهم أهو حي أم ميت؟ ثم ما هو الثمن الكبير الذي قد يجنيه المختطف من فكرة الاختطاف وماذا تقول لنا هذه الطريقة عن إمكانية الشراكة في المستقبل كيمنيين؟
 

التعليقات