أسامة الخميسي

أسامة الخميسي

كاتب وباحث يمني

كل الكتابات
لماذا يخشون احتفالات 26 سبتمبر؟
الإثنين, 23 سبتمبر, 2024 - 09:01 مساءً

في العام الماضي، فوجئت مليشيات الحوثي بالاحتفالات التي اجتاحت صنعاء وإب وغيرها من المحافظات المحتلة، وخروج الناس بشكل عفوي إلى الساحات والشوارع للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، كان الملفت أن النسبة الأكبر ممن خرجوا كانوا في مطلع العشرينات أو أقل، أي أنهم قضوا سنوات شبابهم الأولى في ظل حكم الحوثي، وهو ما شكّل إنذاراً خطيراً للحوثيين الذين كانوا يعتقدون أنهم قد استطاعوا السيطرة على عقلية هذا الجيل، وأن ثورة 26 سبتمبر أصبحت تاريخاً مجهولاً لدى هؤلاء أو على الأقل لا قيمة له في نظرهم، وهو ما سبب صدمة كبيرة لهم دفعتهم لاختطاف المئات من هؤلاء الشباب، وربما لا يزال معظمهم في سجون الحوثي حتى اليوم.
 
كان خروج الشباب في سبتمبر الماضي بمثابة إعلان تمرد على مليشيات الحوثي، إذ أن الاحتفال بسبتمبر لا يمثل فقط احتفالاً بذكرى ثورة حدثت قبل 62 عاماً، بل يمثل أيضاً صرخة غضب ضد الوجه الجديد للإمامة المتمثل في الحوثيين، كان ذلك واضحاً في ملامح الشباب الغاضب الذي ملأ الساحات والشوارع، وظل يردد الشعارات الوطنية والجمهورية والثورية، رافعاً علم اليمن الجمهوري الواحد، في ظل غياب تام لأي شعار للمليشيات.
 
هذا العام، بدا الحوثيون أكثر حذرًا من السابق، إذ بدأوا بحملة اعتقالات مبكرة تستهدف كل من يظهر ولو أدنى مظاهر للاحتفال، حتى لو كان من عامة الناس، في محاولة لتجنب تكرار مشهد سبتمبر الماضي، وكبح أي شرارة قد تشعل ثورة من جديد في قلوب الشيوخ والشباب والأطفال، إذ اختطفت المليشيات قبل أيام علي المجذوب أحد الباعة في أسواق إب، ولم يتم الافراج عنه الا بعد أن تم تبصيمه على تعهد بعدم العودة للاحتفال مجدداً، واختطفت الصحفية سحر الخولاني من منزلها، كما قامت باختطاف العديد من المواطنين لذات السبب، وآخرها اختطاف الكاتب الصحفي محمد دبوان المياحي،
 
يحاول الحوثيون بذلك استعادة هيبتهم التي كسرت في العام الماضي، والتمسك بأدوات الإرهاب والخوف، لكن مهما حاول الحوثيون ذلك، فإن يوماً قادماً سيفاجئ فيه الشباب اليمني الجميع، وهو آتٍ لا محالة، وسيخرجون ثائرين على الإماميين الجدد، مستعيدين كرامتهم وحريتهم التي سلبها السلاليون، وما ذلك ببعيد.
 

التعليقات