وفقا لأصدقائنا الليبراليين المستائين مما يعتبرونه مجازفة حماس بسكان غزة.
كان يفترض بالجزائريين التوقف عن مقاومة فرنسا عند الرقم مائة الف شهيد.
وكان يجدر بالفيتناميين الاستسلام لأمريكا عند المليون الأول .
واجه الجزائريون المحتل وهو يحاول تجريف هويتهم العربية الاسلامية وفرنسة نمط الحياة ولعل الفرانكفونية لم تمارس تطبيقاتها المزيج من ثنائية مدنية الشعارات الفرنكفونية وتوحش جيش فرنسا كما فعلت في الجزائر .
عليك ان تقاوم المحتل وفقا لمعايير المحتل وسقف ما يمنحه لك من اسباب حياة بالكاد ، حياة ملائمة لوجوده الآمن مقابل ان يمضي الشعب ايامه في الخوف والإذلال ، ويتبقى السؤال : كيف تقاوم محتلا بهذه القوة والقدرة ،هل جننت ؟
تبدو كل مقاومة للمحتل في التاريخ الانساني شكلا من الجنون والحمق بالنسبة لأصوات زمننا العربي هذا ،ولم يقلها حتى تلاميذ فولتير اثناء ثورة الجزائر ، ولقد كتب جان بول سارتر مقالته التاريخية تلك والاشبه ببيان مفارقة ومسافة مع الفرانكفونية المتوحشة " عارنا في الجزائر " .
هذه سابقة ثقافية تبدو اقرب للهراء منها للتثاقف ومبادلة الافكار ، لم يقدم اي مثقف او فيلسوف او كاتب في العالم على إدانة مقاومة في اي مكان على الكوكب واعتبارها شكلا من الارهاب او المجازفة الحمقاء في احسن الظروف ، مابالك بإدانة مقاومة تدافع عن مايفترض بها جملة محددات انتمائك من لغة وتاريخ ودين ، لقد تخليتم حتى عن انسانيتكم إذ تدينون الضحية وتجرمون المقاومة الوطنية ضد الاحتلال ، ولم تتخلوا فحسب عن أهلكم وقوميتكم .
تشتغلون على البديهة وتجادلون بشأنها ومنطق منتزع من مقولات حقوقية ناقصة وفي حالة من اقتطاع اللحظة وانتزاعها من سياقها وبمنطق موارب مخاتل يبدو نسخة من اعلام العدو المحتل .
وفقا لهكذا فهلوة ليبرالية انتم ضد فكرة الدولة الوطنية في المنطقة العربية فهي ستكون دولة غير تحررية اخلاقيا ، دولة اعراف واسلاف وحلال وحرام ، وبالتالي يفترض بكل دولة ان تخضع للاحتلال ليعيش شعبها بأمان وحرية اخلاقية واستلاب وطني كامل حيث لا حماسات وطتية ولا مبالغات بشأن السيادة ولا دين ولا لغة ولا التزام من اي نوع تجاه الهوية وتاريخ وثوابت الأمة .
بالنسبة لغزة كان يفترض بالمقاومة لتحظى برضى اصدقائنا ان تضمن الكهرباء والماء لسكان المدينة وضمان سلامتهم الجسدية والنفسية والحصول على مرتباتهم من اسرائيل وبقاء مزاج المحتل جيدا