الطابع المناطقي لسلطة الانتقالي
السبت, 12 أبريل, 2025 - 09:47 مساءً

في محاولة التنكر ليمنيته، سعى الإنتقالي إلى استعادة دولة "الجنوب العربي" قافلاً ذلك القسم من البلاد إلى الوضع الذي صنعته بريطانيا بأوصال ممزقة وإمارات وجيوش وسلاطين.
 
الحراك في حضرموت ينتمي إلى مشروع الجنوب العربي، وهو صدى لمشروع الإنتقالي الذي تأسس لتمزيق الكيان اليمني الكبير بدعم خارجي سخي.
 
هل يبدو الإنتقالي متناقضاً بين التمسك بدعوته "التأسيسية" للجنوب العربي ورفض نتائجها؟
 
الطابع المناطقي لسلطة الانتقالي سيفرض بالضرورة ردة فعل معاكسة في شبوة وحضرموت والمهرة، ولن تتخلف أبين.
 
تركيبة قوات الانتقالي نفسه وأحزمته وتشكيلاته الأمنية جرى هندستها لتغدو متنافسة، وتخضع في هرمها القيادي لفاعل آخر هو من يصرف المرتبات ويملك القرار الأخير.
 
والجنوب العربي لن يكون جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي يريد أن يمارس الانتقالي سلطتها متنكراً بجلباب آخر وأدوات وصيغ لاتمت لها بصلة.
 
لن يكون" جنوب الإنتقالي"  سوى هذا الذي نشاهده الآن ويعد بالمزيد وصولاً إلى صورة مطابقة لما كان عليه أو أسوأ مع تنافس المتدخلين الخارجيبن وتعددهم.
 
فقط، بدلاً من بريطانيا كفاعل ومستعمر وحيد زمن دويلات الجنوب العربي، هناك الآن الإمارات والسعودية، مع "إمام" إيراني في الشمال  وتشظي واسع يضرب كل شئ في البلد " المشلَّح".
 
إنها العودة للماضي، بكل بشاعته، وتفاصيله، راكمتها سياسات نظام صالح، وفجرتها الردة الإمامية العنصرية بشكلها الصريح والمخاتل في انقلاب الحوثيين عفاش.
 
ذلك كله ليس سوى صورة لما يرغب به " الحلفاء" وقد استخدموا الحوثي وصالح أولاً ثم صنعوا بردعة الإنتقالي لدحرجة اليمن برمتها الى قعر لا تكف مختلف الاطراف اليمنية عن الحفر فيه وصولاً الى الأرض السابعة!
 
 

التعليقات