لا تستطيع، كعفاشي، أن تزايد عليّ أوعلى غيري ب ( الحوثنة)، فقد كان بندقك إلى جانب بندق الحوثي، وكتفك إلى كتفه.
ولا زلت أتذكر كيف كان بعضهم يصرخون بكل ثقة قائلين:“نحن والأنصار” — مش أنصار الله، “الأنصار” اسم الحب، يعني اسم الدلع!
ولا زلت أتذكر كيف بكوا على ذلك الشخص الذي نسيت اسمه، وليذكرني أحدكم، وقد قضى على الحدود السعودية، وظل المؤتمريون يكتبون المراثي فيه.
بل، لا زلت أتذكر كيف كان آل صالح، بقيادة طارق، يتفاخرون بأنهم الأفضل، والأعلم بالقنص والقناصين والعسكرية، عندما تخرجت دفعة من القناصين كانت مهمتها الحدود السعودية.
كل هذا مسجل ومرصود وإلا كنا سمعنا كلاما غيره !
عندما تقول إنك أمسكت بي متلبسًا وأنا أسمي الحوثيين “أنصار الله” باسمهم — وهذا اسمهم — فقد أمسكنا بك مجرمًا مليون مرة، وأنت تقتل باسمهم، وتقاتل تحت رايتهم، وتهتف بشعارهم على التلفاز ووسائل الإعلام، وفي جبهات القتال
وتقول إن من حقهم قتل الصحفيين والمعارضين وسجنهم، وتشترك معهم في ذلك، وتبرر لهم، بل يخطب زعيمك أكثر من مرة، يحرض جنوده وجنودهم على قتل المدنيين.
المشكلة ليست في مداخلة تلفزيونية أو مقال… لقد كنت، أيها العفاشي، مستمتعًا لسنوات، ونحن نصرخ: “قتلوا أطفالنا”، وكنت تقتل معهم، وتفجر منازل خصومك معهم، وتقول لهم: “أحسنتم، برافو، المزيد المزيد!” وتردد الشعار مع كل دمعة كنا نبكيها.
لا تستطيع، أيها العفاشي، أن تزايد على أحد. أنت تحاسب ثوارفبراير على تهمة لست متأكدًا منها — وهي محاولة اغتيال صالح — وتنسى أن حلفاءك السابقين قتلوا زعيمك، الذي قادناإلى هذه المهلكة التي نحن فيها اليوم.
لا يستطيع عفاشي أن يزايد على إصلاحي مثلًا، فبالأمس، قبل سنوات قريبة، كان صالح شريك الحوثي في قتل الإصلاحيين وتفجير منازلهم.
ومن الغريب أنهم قرروا تناسي ذلك من أجل “المصالحة الوطنية”، وهم لا يدركون أن من قتلهم بالأمس لا يمكن أن يكون شريكهم اليوم. وهذه قاعدة: ألف باء سياسة وعلاقات، ما لم يكن هناك حساب وعقاب واعتراف وعدالة فلا شراكة
الآن خرجتم مهزومين، مقهورين، من معركة اخترتموها، ولم يخترها لكم أحدثم قلتم لنا: “بندقنا ضد الحوثي”، ولكنكم لم تقولوا: “بندقنا إلى جانب شرعيتكم”.
ليس من حق أحد منحكم صك غفران، لا البطولات الزائفة، ولا التنمّر على الناس، ولا ادعاء الأفضلية.
أيديكم ما زالت مغسولة بدماء اليمنيين. إذا أردتم أن تثبتوا حسن نواياكم، فليس عبر التبرؤ من ماضيكم فقط، بل عليكم إثبات ذلك على أرض الواقع. لم نر منكم شيئًا حتى الآن.
البندق التائه، الذي كان إلى جانب بندق الحوثي، ما زال تائهًا حتى الآن، يقاتل باسم آخرين ويعلم الله أين سيكون غدا !
لا توزعوا صكوك الوطنية على الآخرين، لا تقولوا: هذا حوثي وهذا غير حوثي… أنتم من زرع الحوثي في ديارنا.
أتذكرون علي عبدالله صالح، وهو يصرخ في وجوهنا ونحن نبكي الأطفال؟“أنا حليف الحوثي، أنا حليف إيران، دقّوهم بالقناصات!”
لا أحتاج أن أُذكّركم بشيء… منصات الإعلام مليئة بذلك، ولن ينسى الناس سنوات غدركم بالجمهورية.
لم نُجرّبكم حتى الآن، ولم نُحاسب من ارتكب جرائم منكم ضد أبناء الشعب.
فلا تُزايدوا على أحد