العرب الهالكون
السبت, 14 يونيو, 2025 - 09:18 مساءً

لا يتعلم العرب الدرس، لذلك هم وحدهم من يدفعون الثمن.
 
يتم جرهم، بحبال إسرائيل وعصا القوى الغربية مرة تلو أخرى.
 
تآمروا على صدام حسين، وكانت النتيجة فتح باب إيران على مصراعيه في وجوههم.
 
تآمروا على القومية العربية بكافة تياراتها.
 
تآمروا على الحركات الإسلامية السنية المعتدلة.
 
تآمروا على الثورات الشعبية، وعززوا الانقسام المجتمعي بين الشعوب.
 
حصونهم يهدمونها حصنا بعد آخر، وصفحات كتابهم يحرقونها صفحة صفحة.
 
لا تعلموا من الماضي، ولا فهموا الحاضر، ولا استعدوا للمستقبل.
 
لدى العرب اليوم اثنين من المظاهر، شعوب غنية لديها فائض مال تحاول البحث عن دور لها، وتشتري بمالها الأمن وتبعد عن نفسها العدو، وباتت ثرواتها هي من يدفع العالم الشرير للحفاظ عليها بسبب استفادته منها، وعندما يستغني لن يكون معها بهذا الوجه الجميل.
 
وشعوب فقيرة تصارع الفقر والحروب، وتغرق في المجهول والشقاء، وباتت تابعة، وفي أسفل الوحل.
 
ونعيد ونكرر الثابت الوحيد في المنطقة هي إسرائيل، هي من تحظى بالدعم الأمريكي ثم الدولي، وهي من تتحرك في كل اتجاه لترسيخ أمنها، ومد حدودها، وبقائها في الصدارة كصاحبة النفوذ في الحكم والسلاح والقرار، وكل أنظمة المنطقة باتت تحت إبطها.
 
غاب المشروع العربي فظهرت المشاريع الأخرى وفرضت نفسها، خان العرب بعضهم البعض، وجاء من يحصد ثمرة هذه الخيانة.
 
ولم يكن نتنياهو يتكلم من فراغ عندما تحدث عن تغيير إسرائيل الكبير في الشرق الأوسط، فالتغيير بات واضحا والكلمة فيه لإسرائيل، ولا أدل على ذلك من قدرتها على فعل ما تريد بالقطاع دون أن يكون للعرب قيمة أو كلمة أو تأثير.
 
اليوم تحارب إسرائيل في إيران، وهي المستفيد الأول، فمن جهة سحبت التركيز الدولي على أعمالها الوحشية في القطاع، ومن جهة حرفت بوصلة التعاطف الدولي المتصاعد مع القطاع، ثم تمكنت من حصد مشاعر العرب لأول مرة وهم يؤيدوها في ضرب بلدان عربية، كما وجد نتنياهو في هذه الحرب فرارا من الغضب الداخلي المتصاعد نحوه.
 
لو كان العرب قرار ما يمحوا لبلدانهم تحترق من المشاريع الأخرى حتى تتحول إسرائيل إلى المخلص المنتظر.
 
من سبب بقاء الصراع في اليمن حتى خرج من يد العرب وبات في بد إيران، ومن غذى الصراع وفجره في السودان وليبيا وسوريا ولبنان؟
 
هل استطاع العرب حل هذه العواصف في بلدانهم؟
 
بالطبع لا، بل إن المال العربي القذر كان سببا في تأجيج كل هذه الصراعات التي جعلت العرب في أدنى درجة من الهوان والتشتت، وسهل على عدوهم التاريخي لعب الدور الذي كان من المفترض أن يلعبوه.
 
اليوم يتجرع الجميع في البلدان العربية حصاد عبث السنوات الماضية، ولن ينجو من مس النار أحد.
 
وتعلم الجميع من الماضي ماعدا العرب بأنظمتهم الجمهورية والملكية.
 
لذلك لا أسف على أحد اليوم، وصيرورة التاريخ واضحة في اتجاهها، وسيدفع الجميع الثمن كلا بقدر تآمره وخيانته وصمته.
 

التعليقات