اليمن: هل ينجح مخطط انفصال الجنوب؟
الإثنين, 22 ديسمبر, 2025 - 03:13 مساءً

أفاق اليمن، صبيحة الرابع من هذا الشهر، على تطوّر عسكريّ خطير حين أعلنت قوات «المجلس الانتقالي» المدعومة إماراتياً، في الرابع من هذا الشهر، سيطرتها الكاملة على محافظة حضرموت، شرق اليمن، أكبر المحافظات اليمنية والغنية بالنفط وذلك بعد أقل من يومين على توغّلها في مديريات الوادي والصحراء حيث تكمنت من الاستيلاء على مقرات ومعسكرات المنطقة العسكرية الأولى، الخاضعة لسيطرة قوات موالية للسعودية.
 
تبعت ذلك سيطرة «الانتقالي» على قصر معاشيق، في العاصمة المؤقتة عدن، وإجبار قوات تابعة للحماية الرئاسية الذي تتخذ منه الحكومة اليمنية ورئيسها رشاد العليمي مقراً، على المغادرة، وهو ما أدى لمغادرة الحكومة لعدن، لتنهي بشكل رمزيّ، حضور الحكومة الشرعيّة، وما لبث «الانتقالي» أن دفع بقواته لبدء عملية عسكرية واسعة في محافظة أبين، لطرد ما تبقى من التشكيلات العسكرية الموالية للحكومة.
 
إضافة إلى «الانتقالي»، تسيطر «القوات المشتركة» التي يقودها طارق صالح، ابن أخ الرئيس القتيل علي عبد الله صالح (المدعوم من الإمارات)، منذ عام 2017، على الساحل الغربي لليمن ومضيق باب المندب، واتخذ من مدينة المخا الساحلية، غرب محافظة تعز، مقراً رئيسيا له.
 
رسم تحرّك «الانتقالي»، الذي تأسس في 11 أيار/ مايو 2017، بهذه الواقعة خريطة جديدة للصراع، وديناميّات محكومة بهذه النقلة الكبيرة التي تمهّد لانفصال الجنوب عن الشمال، وإعلان دولة جديدة، وذلك في ظل التباس عززته التصريحات الرخوة للعليمي، والتي شجّعت وزراء محسوبين على حكومته لإعلان دعمهم لتحرّك الانتقالي.
 
اعتبر تحليل نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن تأسيس المجلس الانتقالي كياناً جنوبياً سيجلب تغييراً في التوازن الإقليمي لا يؤثر على السعودية والإمارات والحوثيين فحسب، بل على إسرائيل أيضا، فالسيطرة على السواحل الاستراتيجية لليمن، ودعم أبو ظبي لسيطرة الانفصاليين على موانئ عدن والمكلا ووجود الإمارات في جزيرة سقطرى، سيمنح القدرة على مراقبة طرق التجارة العالمية الحيوية لإسرائيل كمضيق باب المندب، والبحر الأحمر، وطرق الوصول إلى قناة السويس.
 
لا يمكن فصل التطوّر الأخير عن صراع النفوذ الإقليمي في الساحات الإقليمية، والتصدّعات الكبرى التي تتعرّض لها المنطقة الكبرى، مع رواج مشاريع الانفصال وتأسيس الكيانات الموازية، في السودان وليبيا، وحتى في سوريا والجزائر، وكذلك مع صعود القوة الإسرائيلية، وتناظر مشاريعها للإبادة والتطهير العرقي للفلسطينيين، مع دعاوى زعمائها عن إعادة تشكيل الشرق الأوسط.
 

التعليقات