خالد الرويشان

خالد الرويشان

وزير الثقافة اليمني الأسبق، وعضو مجلس الشورى اليمني.

كل الكتابات
أبوبكر سالم .. سلامات!
الاربعاء, 17 أغسطس, 2016 - 11:17 صباحاً

مرضت اليمن فمرض أبوبكر سالم!

واعتلت البلاد فاعتل أروع وأجمل أبنائها ..الفنانون والشعراء والأدباء والنابغون
تماما مثل ذبول وتساقط زهور الشجرة! 

زهرة الشجرة هي الأكثر حساسية للرياح الهوج وللقحط .. تذبل أولا قبل أن يغلق عينيها الغبار الأسود..وتتهاوى! 

ولقد كان أبوبكر سالم وما يزال أكبر وأروع زهرة في شجرة الغناء اليمني
ستون عاما من الغناء المستمر
ستون عاما وهو على الذروة ..وما يزال!
  أسمعه يغني " حَدْ في الحجيرة " فيستيقظ البدوي الضبياني في داخلي
ذلك البدوي المتوقد الذي أروّضه طوال الوقت بلا جدوى! أسمعه يغني " ياطايرة طيري على بندر عدن " فتتماوج في الروح مدنية عدن ورقّتها، وسحرها ، وعذوبة أهلها أسمعه ينشج " يا عين لا تذرفي الدمعة مادام لك في الأمل شمعة" .. فأشرب الأمل وأغتذي بحكمة حضرموت امرئ القيس
  أسمعه يغني " عوّد الله ليالي الأُنس في وسط سيؤون" فأستحيل حنينا وضوءًا .. تغسلني هذه الأغنية .. وتغسل المكان والزمان! .. يصبح كل شيء أكثر نقاء وصفاء! ولعل هذه الأغنية أن تكون درّة أغنيات العشرين سنة الماضية! أقمت له غداء في دار الحجر .. كان سعيدا بما يراه لأول مرة! لكنني ربما شعرت بلهاثه وهو يمشي ، ولذلك آثرت ألاّ يصعد الدار واكتفينا بالمفرج الذي امتلأ بالفنانين وعلى رأسهم الفنان الكبير نجيب سعيد ثابت الذي غنى وأطرب قبيل الغداء ومعه الفنان الشاب نشوان الحجري 

في طريقنا لمكان الغداء على بعد أمتار سألته عن حكاية العلاعلة الثلاثة! ضحك وقال أحب العلاعلة الثلاثة! قلت له من هم ؟ قال : علي الآنسي الفنان وعلي صبرة الشاعر وعلي الخضر الفنان والديبلوماسي! في المساء كنا على موعد مع مهرجان ضخم لتكريمه ولغنائه 

كان مبهورا مسحورا بضخامة عدد الجمهور الموجود! قلت له ومثلهم في الشارع! فأجابني ..هذا مالم يحدث لي في أي حفلة في أي مكان! لقد غنى وأطرب تلك الليلة أمام عشرة آلاف على الأقل في الصالة الرياضية الكبرى أبوبكر سالم ليس مجرد مطرب بل دولة طرب! ..وليس مجرد صوت ولكنه عاصمة أصوات! .. إنه اليمن الذي نعرف ونحب ..

* من صفحة الكاتب في الفيس بك

التعليقات