من خلال التتبع لنتائج استهداف صالة العزاء في صنعاء ونوعية الضحايا الذين كان من ابرزهم شخصيات سياسية مدنية وعسكرية واجتماعية كبيره هذه الشخصيات البارزة المعلوم عنها انها وقفت موقف الحياد من الحرب الدائرة والصراع القائم في اليمن وبعضها في منطقة الحياد القريب لطرف الانقلاب منه لطرف الشرعية .
وتأتينا ايحاءات مختلفة أن واقعة الاستهداف قصد منها القضاء على هذه الشخصيات المحايدة ربما خوفا من أن يكون لهذه الشخصيات دورا مهما ومحوريا في أي تسويه سياسيه قد تكون محل اتفاق بين طرفي الصراع في اليمن ومن أهم هذه الشخصيات التي لم تقبل بالحرب التي اعلنها طرفا الانقلاب صالح والحوثي على الشعب اليمني .
والتي يمكن أن تكون محل قبول لدى طرفي الصراع ولدى عامة الشعب هو الرجل العملاق بجداره والذي خسرت اليمن اللواء عبدالقادر علي هلال _رحمه الله وتقبله في الشهداء_ الذي كان يتمتع بقدرات متعددة ومواهب فطريه نادره قل إن توجد في الانسان .
وبغض النظر عن موقف البعض من الرجل الا ان ذلك لا يمنع من ان نكون منصفين للرجل ونعطيه حقه لا تزلفا ولا تملقا اليه فهو قد رحل إلى ربه وقد أفضى إلى ماقدم.
ولكن التزاما بأخلاق الاسلام التي تعلمنا ذلك .
إن "عبدالقادر هلال" رجل بحجم اليمن ولايمكن ان نحسبه ابدا على منطقه أو حزب أو جماعه هو أكبر من ذلك رجل لو هيئت له الاسباب واتيحت له الظروف لنطلق متجاوزا حدود اليمن ولصار من الشخصيات المؤثرة على مستوى المنطقه والاقليم في كل ملفاته وقضاياه.
ان الذي وقف أمام انطلاق "هلال" ليكون هلالا للامه تستضيئ به وتسترشد به في ظلماتها الحالكه وتستفيد من قدراته ومواهبه هو الرئيس السابق صالح الذي تلبسته غيرة من كل رجل في اليمن يمتلك قدرات ومواصفات ثقافية وشخصيه كعبد القادر هلال وقد تحولت هذه الغيره إلى حقد ومكائد يحيكها ضد كل من يشعر انهم خطر على مشاريعه وطمعه واستئثاره في السلطة والثروة وبلغ هذا الحقد ذروته عندما بدأ بالتفكير بتوريث السلطة لأولاده من بعده و ضد من يمتلكون القدرة على منافسته بجداره اذا أتيحت لهم الفرصه ووجد متنفس بسيط من الحريه أوضد من يظن أنه عائق كبير أمام تحقيق طموحاته المدمره لليمن ومقدراته.
كان "هلال" يمتلك مواصفات الزعامه والصداره على كل المستويات بما حباه الله من الميزات والقدرات كقوة الشخصيه والقدره على الجذب والتأثير والقدره الخطابية التي من خلالها يستطيع شد وحشد الجماهير وكان يستطيع بها ايضا أن يصنع اسطورته الشعبية والقدره على السيطره والقدره على الفعل وكل من التقى به أو خالطه عن قرب إلا تأثر به .
ومايمتلكه من قدرة على التواصل مع الجميع وخاصة اصحاب التأثير في المجال الاجتماعي والسياسي التربوي والأدبي والفني ويحرص أن يتواصل مع الشباب ويشجعهم على الإبداع والابتكار ويتواصل مع رأس المال الوطني ويستفيد منهم في الجوانب التنمويه في المحافظات التي تولى قيادتها وادارتها .
ويتفاعل مع قضايا المرأه ويدعم نشاطها العلمي والتربوي والمهاري والنقابي.
وكان كلما تقدم في السن زاد نضجه وتوسعت مداركه وزاد اتزانه وتغيرت نظرته إلى الاحسن للقضايا والاحداث والاشخاص.
وقد أسندت له مناصب مختلفه في الدوله وكلف بمهام كثيره منها المعقدة والصعبه وكان يحقق نجاحات باهره تلفت الانظار وينجز إنجازات هي في نظر غيره مستحيلة الإنجاز وبعيدة المنال لكنه ينجزها ويحققها وينال منها الذي يريد.
لقد أوجد في المحافظات التي تولى قيادتها واقعا تنمويا متميزا عن بقية المحافظات وربما اوجد فيها واقعا اجتماعيا جديدا وخلف شبكة واسعة من العلاقات مع الشخصيات والمؤسسات.