عرس الثورات قد بدأ
الأحد, 22 سبتمبر, 2019 - 05:22 مساءً

تزامنت ثورات الشعوب في أكثر البلاد العربية الأكثر اضطهادا وفسادا، فكانت ثورة الشعب السوداني بادرة أمل في إنجاح رغبة الشعب والتخلص من تغوّل الحكام على منافع الوطن، فها هي ثورة مصر التي لم يرد لها النجاح في نسختها السابقة اليوم تمضي للنجاح وتطرد أكثر الحكام مسخرة وتدليسا ... لم يحدث ذلك إلا لأنه أوصل البلاد إلى هاوية الإنهيار الذي جعل شركاءه ينتفضون ذعرا من أن لن تكون لهم بلد تأويهم إن استمر في غيه المفرط.
 
ربما مقاصد "رب ضارة نافعة" هي المكسب الوحيد الذي جعل الشعب يكسر حاجز الخوف عندما لاحت في أفقه تطمينات الجيش والأمن، اليوم مصر تعيش عرسها المجيد للتخلص من أشد الطغاة في عصر تاريخ الإنحطاط السياسي للبلدان العربية ... نعم انحطاط بدأ أوله بخيانة الدولة العثمانية تحت الوهن الذي أسموها لنا الغرب بالوطن وزرعوا الفتنة بين شعوبها حتى جعلوا الأخ يقتل أخاه في الجانب الآخر لأجل عميل لا يفقه من السياسة إلا ملء حسابه بعد تقبيل أحذية أسياده من الصهاينة واليهود.
 
حتى حروبنا أصبحت أقل شأن وتخطيطا من الألعاب الإلكترونية والمعروفة بـ "البلي استيشن". حروبنا ليس لها نهاية ولا خطط تذكر يموت فيها مئات الألوف ويشرد الملاين من البشر بلا مأوى في الفلالي والصحاري - طبعا لم يأتي ذلك من فراغ، ولكن هذه نتيجة خيانتنا لإخوة العقيدة عقابا من الله، ولسكوت العقلاء منا ودعمهم للطغاة كما حدث مع الإخوان في مصر، عندما دعموا الطاغية جمال عبدالناصر وانقلب عليهم بعد استخدامه لهم سلاما ليتسلق بها على ظهر الشعب للحكم، وتسليم البلاد لأعداء الأمة على طبق من ذهب.
 
بالأمس شهدنا عرسا في السودان اكتمل أركانه، واليوم ننتظر بمصر الحبيبة أن تكتمل الملكة وتتم الدخلة أو يتم فسخ العقد وتستمر العزوبية المطلقة التي لا تسر حبيبا ولا عدو.
 
هي فرصتنا الوحيدة لطي صفحات الطغاة والمستبدين، وفتح صفحات جديدة ناصعة البياض للحق المبين ونهتف "جاء الحق وزهق الباطل". الحق آتٍ آتٍ لا محال وإن طال الزمان، فحبل الباطل ينتهي وإن طال، والفائز من يدرك تلك اللحظات فاجعلوها من نصيبكم يأحبتي الكرام شعب مصر الأبي أرض الكنانة والحضارة.
 
الوطن العربي يئن من تقطيع أوصاله فهل لنا أن نجمعه ويسري دماء الحرية في عروقه، أم ستأخذنا العزة بفكر العنصرية والعبودية لأفراد لا يبالون بِنَا سوا أننا حطبا لهم ولنزواتهم. أمّا الجزائر أوشك العرس أن يكتمل بها ولكن الوليمة غير جاهزة، لا زالت تنضج تحت نارا هادئة نسأل الله أن يكلل مساعيهم بالنجاح. وما يحدث في ليبيا واليمن وسوريا هو وسمة عار على الأمم المتحدة والدول التي تدعي بالإنسانية والديمقراطية كذبا، فلن تعود الثقة بهم إلا إذا اقتلعوا طغاتنا وزلزلوا الأرض من تحت أقدامهم. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
 

التعليقات