قادم إلى الحبيبة بشوق يهدهد الأبواب والأسوار ، قادم وحبّها كريات تجري بدمي ، وخلايا شوق وعشق تتربع صدري وخافقي ، شوقي إليها أكبر من شوق أسرانا للإفراج والحرية ، أيضا وشوق مهجرينا للعودة .
يوم أو يومان على الأكثر وسأحلق على عرصاتك يا تعز مغنيا كما تغني النحل حينما تكون محلقة على الزهر ، سأضحك في رحابك كضحك طير سابحا في فضائك ، وكضحك طفل مستلقيا في حضن أمه.
وإن حملت لك كل الشوق واللهفة يا زهرة المدائن وبسمة الأقدار ؛ فإني أقدم إليك هذه المرة وقلبي ينزف دما ، أحس بإنكسار وأكاد أراه يلمح من بين وجنتي ، أتوهم أن أمرا جلل حدث في بعادي ، ولو أن الجامعة ستفتح بعد ، لم ولن أقدم إليك، للتو أتوجس منك خيفة ، وأجد لك نفورا ، ولا أعلم كيف أسترضيك؟!
أفكر بأن أهديك وردا كما يتهادى المحبون في لقائهم ، لكن ماذا لو أهديتك ؟ أتتركين قساوتك ؟ وتعودين إلى عصر ما قبل الثورة.