أوروبا تعتقد أن الوقت قد حان لتسليم اليمن لإيران
الخميس, 11 فبراير, 2021 - 09:11 مساءً

البرلمان الاوروبي يتبنى قرارا يدعو الى سحب القوات الاجنبية من اليمن واحالة مرتكبي جرائم الحرب الى المحكمة الجنائية الدولية.
 
ليس هناك قوات اجنبية غير الاماراتية والسعودية، وعدد من الخبراء الايرانيين وآخرين تابعين لحزب الله اللبناني.
 
الاوروبيون بالتأكيد عينهم على القوات السعودية والاماراتية، والحقيقة ان دائرة الرفض للوجود العسكري لهذين البلدين تزداد لدى الاغلبية من اليمنيين الذين تحمسوا لهذا الوجود قبل اكثر من خمس سنوات.
 
الاجندة الالمانية تبدوا واضحة في قرار البرلمان الاوروبي، فهذا البلد يمارس دور متواطئ لحساب الحوثيين باعتبارهم جزء من المنظومة الشيعية التي تتزعمها ايران.
 
لهذا نراها تدفع باوروبا الى الضغط باتجاه التسوية التي تجعل اليمن اقرب الى ان يصبح ساحة نفوذ ايراني مغلقة، بدليل انها من اوائل الدول التي اوقفت بيع السلاح الى السعودية.
 
وهذا يعود الى عقود من النشاط الدبلوماسي والامني الالماني المساند للحوثيين في صعدة، وسبق لها ان استضافت يحيى بدر الدين الحوثي لسنوات في برلين.
 
ما من شك ان  القوات السعودية والاماراتية قد استنفدت المهلة المقررة لتواجدها في اليمن.
 
وبعد أن قتلت ما استدعتها شهيتها الدموية وأحقادهاالسياسية  من اليمنيين خصوصا الذين تصفهم بانهم اخوان مسلمين، فان عليها ان ترحل، وحينها سيتعين على النظامين الدكتاتوريين ان يقنعا القطعان البشرية من مؤيديهما بان مواجهة ايران على الساحة اليمنية قد انتهت بهزيمة الاخوان وتمكين ايران.
 
الكلفة التي التي يتعين على ايران ان تدفعها لا تكاد تذكر ولا يستطيع احد ان يتحدث عن قوات وتشكيلات تموضع لقوات ايرانية في معسكرات او احتلال أراضي كما يفعل السعوديون والاماراتيون، لكن انظر الى الفوائد التي جنتها إيران في اليمن عبر النشاط الاستخباري للعشرات من رجالها ومن سفراء الحرس الثوري. 
 
من المؤكد ان قوى الامر الواقع التي غرستها الرياض وابوظبي وطهران في اليمن، هي التي ستملأ الفراغ، لكن ذلك سيكون لبعض الوقت فقط،  فالشعب اليمني ربما يجد فرصته للخلاص بخروج هذين البلدين من اليمن.
 
ففي مارب عمل ضباط الاستخبارات السعودية والقادة العسكريون على استدراج القوات الحكومية الى وضع بائس عبر سلسلة من الاجراءات ليس اكثرها سوء منع المرتبات والدعم التسليحي بعد منع الحكومة من التصرف بالموارد السيادي، لان الاستهداف شمل ما هو اكثر من ذلك.
 
 
لقد تصرفت السعودية في اليمن بعبثية لا تعبر عن دولة راشدة، بل عن دولة تتهاوى وتعيش لحظات من الارتجاج والتصدع والفوضى، فكل الاسس الصلبة لهذه الدولة تتهاوى، بما فيها الهوية العربية، بالنظر الى ما نراه من هرولة تدفع ببلاد الحرمين لان تتحول الى دبي جديدة، وابراج ومنتجعات وتأشيرات سياحية واسماء اجنبية لمشاريع سخرت لها مليارات الدولارات لتسييل اللعاب الغربي  ولتبدو السعودية جديدة ومختلفة عن تلك التي ساقت الالاف من الشباب العرب والمسلمين الى افغانستان تحت اشراف المخابرات الامريكية للجهاد ضد الاتحاد السوفييتي.
 
حينما ترى الامارات تتصرف بوقاحة في سقطرى يقابله لؤم سعودي يغطي على هذه الوقاحة ويؤثث لسلوكها، وحينما نرى السعودية تتفرغ لتمكين عبدالله  بن عفرار لتاسيس جماعة مرتبطة بالمجلس الانتقالي الجنوبي فيما مطار ابها يتعرض للقصف ومارب تحاصر، فهذا يعني ان الوقت قد حان ليخرج هذان البلدان من بلدنا تلاحقهما الأحذية ولعنات الارامل والثكالى والمشردين.
 

التعليقات