اليمن ساحة حرب بين السعودية وإيران
الاربعاء, 26 مايو, 2021 - 01:12 مساءً

اليمن ساحة حرب بين السعودية وإيران والغائب عن ساحة الصراع هو سيادة الدولة ومصالح الشعب اليمني ، يتحدث أنصار إيران عن انتهاك السيادة اليمنية وهم أدوات هذا الانتهاك بتبعيتهم لإيران ورهن القرار اليمني لديها ، ويتحدث أنصار السعودية عن انتهاك إيران للسيادة اليمنية ويغضون الطرف عما تمارسه السعودية .
 
والشارع اليمني يسأل أين هو مجلس النواب وأين هي الحكومة من كل ما يجري ، والمصدر المسؤول في مجلس النواب يرد بتصريح أن رئيس المجلس يتناول فطوره في بلد ويتغدى في بلد آخر والسندويتشات هي غذاءه لأنه لا يجد الوقت الكافي لتناول الوجبات من شدة حرصه على متابعة الأزمة اليمنية .
 
الحوثيون يبكون على السيادة اليمنية وهم يودعون مفاتيحها بيد طهران وحولوا اليمن إلى ولاية إيرانية ، وأنصار الإمارات وهؤلاء شواذ بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، يتباكون على السيادة الوطنية ويعتبرون بناء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون واحتلال جزيرة سقطرى فتحا مبينا ، أما أنصار الشقيقة الكبرى فالسيادة بالنسبة لهم هو إرضاء الشقيقة .
 
أما الشقيقة التي سلمت ملف اليمن فسفيرها في اليمن ، فقد ارتكبت مجموعة من الأخطاء في تعاملها مع السيادة اليمنية ، أهمها ، أنها تعاملت مع مصالحها وهذا أمر مشروع ، لكنها غيبت مصلحة اليمن ، ونتيجة لذلك ، أهملت بناء الجيش والأمن ، وأهملت توحيد الشرعية تحت مظلة حكومة فاعلة ، إضافة إلى أنها ركزت على الأعداء الخطأ في اليمن ولم تتعامل مع الخطر الأكبر المتمثل في التدخل الإيراني والإماراتي .
 
سينبري أنصار السعودية ، للدفاع عنها والزعم بأنها قدمت مساعدات ، نقول لهم صحيح أنها قدمت مساعدات ، لكنها ضئيلة وفي حدود مصالحها ، فأين هو دعم الجيش وتسليحه ، ولماذا لا يدخل طيران الأباتشي في الحرب الدائرة ، ولماذا أجبرت الجيش والمقاومة الوطنية على الدفاع والتقوقع وليس الهجوم والتقدم ؟
 
السعودية ساعدت على الانقسامات الداخلية ولم تسع إلى معالجتها ، بل كلما كانت الإمارات تحدث إنقساما غير مشروع داخل منظومة الشرعية ، تسعى السعودية إلى شرعنته باتفاق سياسي ، إضافة إلى عدم تبنيها إصلاحا اقتصاديا أو تقديم مساعدات اقتصادية فعالة ، متجاهلة أن الاستقرار الاقتصادي يكمل الاستقرار الأمني .
 
نحن ندرك أن السعودية هي قدر اليمن واليمن قدر السعودية ولا يمكن زحزحة الجغرافيا ، لذلك تحتاج السعودية إلى إعادة النظر في اليمن واستقراره بدلا من النظرة الضيقة ، فاستقرار السعودية يحتاج إلى يمن قوي تديره حكومة فعالة وجيش قوي واقتصاد مستقرار وذلك أفضل طريقة لتوحيد اليمن ، كما أن اليمن يحتاج إلى نخب سياسية مستقلة لا تربط نفسها بالخارج إلا وفق المصالح المشتركة بين الدول .
 

التعليقات