ما بين ليلة وضحاها تحولت عدة مديريات بمحافظة المهرة أبرزها الغيضة وحصوين الى مناطق منكوبة بفعل إعصار تيج الذي بدأت أولى تأثيراتها فجر الاثنين ولا تزال مستمرة إلى الساعات الأولى من يوم الثلاثاء.
فأجزاء كبيرة من المنازل السكينة تهدمت بذات المديريتين ولجئ سكانها إلى مراكز الايواء أو منازل أقاربهم إلى جانب حدوث إصابات بين المواطنين جراء تداعيات الاعصار.
وبحسب الاحصائية الرسمية فأن الجهات المختصة بالمحافظة خصصت نحو 44 مدرسة لإيواء المتضررين حيث استقبلت خلال الساعات القليلة الماضية أكثر من ألفين أسرة.
ناهيك عن صعوبة وصول فرق الإنقاذ إلى عدد من الأحياء بالمهرة بعد ارتفاع منسوب المياه وتعرض اربع آليات عسكرية للغرق بين مياه السيول الجارفة الأمر الذي دفع الهلال الأحمر اليمني لإطلاق مناشدات عاجلة لإنقاذ العالقين.
كل تلك الإجراءات التي تزامنت مع الاعصار تأتي بعد أيام من أطلاق السلطة المحلية دعوة إلى سكان المناطق القريبة من الشواطئ أو بطون الأودية بمغادرة منازلها إلى مراكز الايواء حتي لا تلتهمهم الفيضانات إلا أن الكثير من الأسر قابلت تلك التحذيرات بعدم التجاوب وكانت أولى الضحايا.
كارثة إنسانية صعبة تعاني منها الأسر التي تم اجلائها وهي تترقب مصير منازلها التي قد تختفي وسط الفيضانات الكبيرة التي تدفقت على مناطقها.
مأساة امتدت أثارها الى النازحين الذين يعيشون في مخيمات قاموا بتجهيزها بصورة ذاتية إلا أن تيج دمرها بشكل كلي بعد إخلائها والنزوح الى المدارس وهو ماقد يشكل هما إضافيا على هذه الأسر وهي لا تقوى على إعادتها بنائها.
والى جانب ذلك تعرضت البنية التحتية التي يصفها المواطنين بالضعيفة إلى أضرار كبيرة نتيجة الأمطار الغزيرة بعد سنوات من إعادة تأهيلها بتمويل محلي وهي الآن بحاجة إلى تدخل جديد.
ومابين هذه المعاناة ودور لجان الطورئ التي شكلت في المديريات التي ضربها الاعصار ثمة تساؤلات كثيرة يطرحها المتضررين على رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي يزور المحافظة للوقوف أمام تداعيات هذه الكارثة الطبيعية أبرزها هل سيحضون بالتعويضات العاجلة أما سيقف المجلس الرئاسي وحكومته متفرجا على الوضع المأساوي الذي تشهده المحافظة وسكانها.