انتهى زمن الرسم!
الإثنين, 16 سبتمبر, 2024 - 07:34 مساءً

الرسم الواقعي. أو كما وصفه الذكاء الاصطناعي(خلال حوار رسام معه حول هذا النوع)، بالواقعية المفرطة.
 
هو فن عادي وجهد مهدور بلا طائل. إذ أن هذا النوع لا يقوم على الخلق والابتكار. وهي أهم ركائز أي فن. وعلى فكرة الرسام موهبة فذة، وقدرة جبارة، وإبداع فائق. لا يتقنها إلا موهوب. ولكن تُسخر في مجال لم يعد ذي بال ولا محل اهتمام الناس. (وهذا رأي شخصي مبنياً على رؤية شخصية للفن)
 
تحدث الذكاء الاصطناعي باعتبار هذا اللون مدرسة وله رواده العظام.
 
ولكن بَقِيَ الرسم الوقعي أو المفرط جميلاً ومثيراً ومدهشاً؛ حتى جاءت الكاميرا، فحلت محله.
 
إلا أن رواده، التشكيليين، المعاصيرين والشباب الشغفوفين بهذا اللون؛لم يدركوا هذا الأمر الحاسم. أو حتى لم يحاولوا التوقف أمام هذا الاختراع العبقري "الكاميرا" بجد.. يل راحوا مستمرين بالرسم!
 
حتى أطل الذكاء الاصطناعي برأسه، معلنا إعفاء الرسم، وأشياء أخرى كثيرة. وأن الجهد الذي يبذله الرسامون.. والشهور والسنوات التي يُفرِغونها في إنتاج لوحة فنية واحدة. ينتجها الـAI بثلاث عدات فقط. مع ذلك مستمرين في الرسم الواقعي المفرط. ولا كأن بالبلسة بلس! والافراط في أي شيء يَسلِبه المُتعة وقدرة الادهاش!
 
لماذا تُتعب نفسك، وترهق روحك؟ وحقاً، الرسم التشكيلي من أرهق وأتعب الفنون. كي تنتظر الآخرين يقولون لك: واو، مدهش! أنت فنان عظيم! رسمتك كأنها صورة بأحدث كاميرا بالعالم. سخر قدراتك الجبارة هذه في عمل مبتكر، ممزوج، خلق فن جديد من أدوات وأفكار موجودة.
 
 
الذين يصرون على تجاهل المتغيرات العميقة والكبيرة الآخذة بأخذ فنون وحرف ومهارات ووظائف وحط أخرى جديدة بدلا عنها. هم من سيكونوا، فيما بعد، أكثر الناس تضرراً من هذا الاصرار. لأن العجلة تسير، ولا تعطي أي اعتبارات لمثل هذه القناعات.
 
حتى هذا العصف لا يأتي من التطور والتقدم الحضاري والتكنولوجيا وحسب بل من تطور الأفكار والثقافة. لك أن تتخيل أن، الأرث اليمني التاريخي في إنتاج "القمريات". سحقته فكرة شخص قال لمعمل للألمنيوم"افعل الشباك مع القمرية".
 

التعليقات