طوفان الأقصى وتداعياته
الإثنين, 06 يناير, 2025 - 08:24 مساءً

يوم السابع من اكتوبر 2023، اندلع طوفان الاقصى، في ذلك الوقت ظهرت اسرائيل بشكل ضعيف فعلا، وان بالامكان كسرها لولا دعم القوى الكبرى بصفها.
 
ولكن ما حدث بعد تلك العملية ومن جبهات الاسناد الداعمة لها، حين قامت اسرائيل بكل ما قامت به تجاه قوى الممانعة، وهذا يبدو أنه رسالة صريحة منها توضح من خلالها لجميع دول الأقليم خصوصا العرب ان من يفكر القيام بمثلك ذلك العمل الذي يعتبر تهديد وجودي لاسرائيل ومن يفكر بدعمه بنفس الشكل سيلقى ذات المصير وربما اسوأ.
 
كاختراق الحركات واستهلاكها واهلاكها وتصفية قاداتها بأي طريقة مثل ما حدث مع حزب الله، وتهديد الدول الداعمة بشكل مباشر كما حدث ضد ايران، وتغيير الانظمة مثل ما حدث بسوريا. في سياسة قائمة على الارهاب والتخويف، وفقا لنظرية مورجانثو، وهي سياسة تعتمد على القوة بشكل رئيسي في سياستها الخارجية.
 
بعد كل الاحداث الساخنة، السريعة، والمتتابعة، ظهر بعد ذلك من مواقف جميع الدول في الإقليم أنه ليس هناك توازن في القوة في المنطقة، حيث ظهرت اسرائيل بصورة مختلفة تماما، وأنها متقدمة بمراحل كثيرة في مختلف الجوانب الاستخباراتية، العسكرية، الاقتصادية، السياسية، والدعم الدولي.
 
وفقا لهذه المعطيات، قد تكون فكرة حل الدولتين مستبعدة تماما، وقد يأتي وقت وتبتلع اسرائيل فلسطين بالكامل وستبدأ بالضفة الغربية كما هي المؤشرات حاليا، وبناء على ذلك سيصبح اقصى ما يمكن الحصول عليه بالمفاوضات معها هو العمل على ضمان حقوق المواطنين الفلسطينيين في ظل كيانها، وان القضية الفلسطينية قد تعيش اسوا فتراتها مستقبلا.
 
وبطبيعة الحال ستكون موازين القوى الكبرى في الشرق الاوسط، لاسرائيل وتركيا وايران، اما العرب وهم اساس الشرق الاوسط المزعوم، سيستمر العمل مشتركا ضدهم ليضلوا الطرف الأضعف في المعادلة وليتحقق بذلك التطبيع الكامل مع اسرائيل. ويبدو من خلال ذلك انها مسألة وقت وتتجه باقي دول المنطقة بعلاقاتها الى التطبيع بشكل كامل.
 

التعليقات