اليمن والفرص المهدورة
الجمعة, 16 مايو, 2025 - 12:57 صباحاً

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة وما تخللها من تجاهل سافر لقيادة الشرعية لم تكن مجرد سقطة بروتوكولية بل صفعة سياسية مدوية كشفت الحقيقة التي حاول البعض إنكارها طويلاً هذه القيادة لا تُحسب ولا يُؤخذ برأيها ولا يُنظر إليها إلا ككيان هزيل تابع لا يملك قراره ولا كرامته.
 
صحيح أن اليمن اليوم يعاني من غياب منظومة حكم فاعلة إلا أن البلاد لا تزال تحتفظ بثقلها الجيوسياسي والتاريخي باعتبارها عنصراً محورياً في معادلة الاستقرار الإقليمي والدولي.
 
 فاليمن بتاريخ ضارب في جذور الحضارة وبموقع استراتيجي فريد وبفرص اقتصادية واعدة لا يمكن تجاهله أو تهميشه وهو ما تدركه القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
 
لكن ما يبعث على الخجل والدهشة أن هذا الحضور اليمني في حسابات الكبار لم يواكبه حضور مكافئ لقيادة مجلس الحكم اليمني التي غابت عن المشهد في لحظة كانت تتطلب أعلى درجات الحضور السياسي والتمثيل الوطني وزاد الطين بلة أن يستبدل صوت الشرعية بالإشادة بخصومها مليشيات الحوثي المصنفة كجماعة إرهابية في مشهد مُهين يختصر حال هذه القيادة المهزوزة والتي لا تملك حتى الجرأة فالاعتراض أو الاستقالة وكأن الإهانة شرف والتهميش إنجاز والسكوت بطولة.
 
لو كان في رشاد العليمي ومجلسه ذرة كرامة أو حس وطني لعادوا في اليوم التالي لتلك الإهانة ليقودوا المعركة من الميدان لا من فنادق العواصم لكنهم أثبتوا بما لا يدع مجالًا للشك أنهم ليسوا سوى واجهة مهترئة فاشلة وأصبحوا جزء من المشكلة لا من الحل.
 
السلطة في نظرهم لم تعد أمانة ولا مسؤولية بل أصبحت سوقًا للابتزاز ومزرعة خاصة لتوريث النفوذ ومورداً لنهب المال العام تحت عباءة لشرعية. إنهم يتاجرون بدماء اليمنيين ويبيعون أوهام التحرير بينما هم غارقون في ملذاتهم غير معنيين لا بالكرامة ولا بالسيادة.
 
من يفقد شرف التمثيل لا يستحق البقاء لحظة واحدة في موقع القرار. ومن يقبل أن يعامل كدمية لا يمكن أن يكون قائداً هؤلاء الفاسدين الغارقين بالفساد باتوا عبئا على اليمن ومعول هدم للثقة الشعبية وغطاءً رسمياً لانهيار الدولة وسقوط ما تبقى من شرعية البلاد.
 
 لا كرامة تُرتجى من ذليل ولا نصر يصنع بأيدي خائن ومن أراد تحرير اليمن فليبدأ بتحرير الشرعية من هذه القيادات الفاسدة المهترئة.
*من حائط الكاتب على فيسبوك

التعليقات