لن تتمكن محافظة تعز من استعادة عافيتها ودورها الحيوي إلا من خلال بسط السيطرة الكاملة على المخا وباب المندب، وتفعيل مواردها الاستراتيجية التي تمثل شريان الحياة لها، وعلى رأسها ميناء المخا ومحطة تحلية المياه وغيرها من الموارد الحيوية التي يمكن أن تُسهم في توفير فرص عمل حقيقية لشباب المدينة.
إن المخا تمثل القلب النابض لحلم تعز، وبدونها ستظل هذه المحافظة رهينة الحصار والتهميش، مهما رفعت من الشعارات أو ادعت امتلاكها لجيش وطني. فكيف يمكن الحديث عن جيش وطني في ظل حصار يطوق المدينة شمالاً وجنوبًا، وفي ظل غياب الموارد، وغياب المتنفس الحقيقي للحياة؟ إن مثل هذا الواقع لا يخلق جيشًا وطنيًا، بل يحوّل الجنود إلى مجرد حرّاس للمولات، منشغلين بمشكلات داخلية متكررة، ناجمة عن الفراغ الاقتصادي والاجتماعي.
مطلبنا واضح وصريح:
جيش واحد بقيادة موحدة، رواتب متساوية، خدمات أساسية متوفرة، أمن شامل، ومجتمع واحد يخضع لقانون واحد. إن أبناء هذه المدينة يتشاركون الكثير من القواسم الإنسانية والاجتماعية والثقافية، فما الذي يبرر هذه التقسيمات المصطنعة وهذا العبث المتواصل بمعاناة الناس؟
إن الاستمرار في نفس الخطوات والسير في نفس الطريق كل يوم، مع التوقّع في كل مرة بنتائج مختلفة، هو ضرب من العبث. لقد آن الأوان لتغيير المسار، واستعادة القرار، وبناء تعز القوية ذات السيادة، التي تفرض احترامها إقليميًا ودوليًا، لا باعتبارها مدينة محاصرة، بل كقوة صاعدة تمتلك أدواتها وقرارها.
