القناة الوحيدة التي قال لي أحد العاملين فيها، إنه بمجرد أن يقول لمسؤوله هذا الموضوع ما ينفعش، ما يقولوا له هاه شكلك تتكاسل، أو يضعونه موضع الشك، ويطلبون منه القيام بأي مهمة حتى يأتي آخر الشهر وهو مراكم أعمال، لا.. ممكن يستلم كافة مستحقاته على تقرير تقريرين فقط، عادي!
بلقيس مثلما الأم للوسط الصحفي، تخاف تموت حتى لا تستفرد بك خالة معقدة وكريهة، ولذلك بقاءها مهم حتى ما يبدأ المنّ وينكشف المزيد من الغطاء عن الصحفيين وتزداد الانتهاكات المؤسسية وهضم الحقوق، كانت عاملة توازن وضغط خفي وغير مرئي وتحدي بالنسبة لأترابها.. الآن رفع هذا الغطاء وسيصبح الصحفيون في مواجهة مخاطر وضغوط أكبر. لأن الجهات للأسف تنافس على السوء، اتحمد الله انك حصلك عمل.
لطالما ارتبط العاملون في القناة بالحرفية والمهنية، والحرص على تقديم محتوى يُشاهد، وليس مجرد إسقاط واجب، كل مادة وكل تقرير فيه معنى وله هدف، والصحفي حريص إنه يُحْبُك ويبدع ويتعب عشان المنتج الأخير يطلع مميز، الجرادي، الطويل، مها علي، ومحمد عمر، والجناني، وغيرهم. وهذا لا يأتي من فراغ.. ما فيش مبدع تعبان وجاوع. أكثر الكلفتة تجي من هضم الحقوق وعدم الرضا والضغط "شانخصم لوما عملت"، والمعاش أصلا ما يكفي من أساسه.
فعلا قد يكون في أشياء مش مرضية وما نعرف تفاصيلها، بس لطالما كان العامل في بلقيس، أكثر استقرارا وأريحية من أي صحفي ثاني نشاهده في الساحة، وأكيد كان عليها أن تسعى دوما لعمل المزيد.
بلقيس مصدر موثوق إلى حد جيد جدا، ويمكن أن تتعرف على مستجدات الأخبار في اليمن منها، ومن موقعها، حاولت أن تبقى متزنة، ومواكبة، برامجها مقنعة،(زوايا الحدث، والمساء اليمني) واحد للخفيف والثاني للثقيل، مذيعوها نجوم، يحاورون بأريحية ويظهرون وهم يبتسمون، كان لديها برنامج مميز جدا وهو فضاء حر، لا تستطيع قناة يمنية تقديم ما يشبهه، باعتبار أن لديها مسافة حرة من الأطراف المختلفة، لديها إرشيف كبير يوثق جرائم وانتهاكات المليشيا.
قناة فاهمة إيش تشتي في قنوات تهبش هنا وهناك ولا عارفة ليش الله خلقها.. ولو جربتْ (بلقيس) شيء تجربه بحذر وتشيل رجلها سريع إذا ما ناسبها.
المسؤولية الأخلاقية، تقتضي من القائمين على القناة أن يدركوها، هو في عدم التفريط بهذا التراكم والخبرات والشخصيات المحترمة، رفعان، توركر، الشبان، باحمران، النمراني، الصياد، وأسماء أخرى مهمة، والبث الإذاعي والتراكم المهم.. وإشعارنا بأنهم كافحوا كثيرا قبل أن ينقضوا غزل هذه الوسيلة، القريبة من الناس، والمهمة لنا كلنا، ويحيدوها كثيرا عن التجاذبات والشخصيات الجدلية قدر الممكن!