تسبب زلزالٌ قوته 5.6 درجة في جاوة الغربية بإندونيسيا، الإثنين، في مقتل أكثر من 160 وإصابة المئات، بينما تحاول فرق الإنقاذ الوصول لناجين محاصرين تحت الأنقاض، في وقت لا تزال فيه المنطقة تشهد هزات ارتدادية.
وكان مركز الزلزال بالقرب من بلدة سيانجور في جاوة الغربية، على بعد نحو 75 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة جاكرتا، حيث اهتزت بعض المباني وأخليت بعض المكاتب.
من جانبها، قالت وكالة مكافحة الكوارث الوطنية إن 162 لقوا مصرعهم، وإن 25 على الأقل محاصرون تحت أنقاض المباني المتهدمة، مشيرة إلى أن أكثر من 220 منزلاً تهدمت وأكثر من 5300 شخص شُردوا.
الوكالة أضافت أنه في الساعتين التاليتين للزلزال، تم تسجيل 25 هزة ارتدادية، مشيرة إلى أن هناك مخاوف من احتمالات وقوع مزيد من الانهيارات الأرضية في حالة هطول أمطار غزيرة.
فيما قال رضوان كامل، حاكم جاوة الغربية: "تداعت كثير من المباني وتهدمت"، لافتاً إلى أنه "يوجد مقيمون عالقون في مناطق نائية، لذلك نفترض أن عدد المصابين والوفيات سيرتفع مع مرور الوقت".
في غضون ذلك، قال هيرمان سوهرمان، وهو مسؤول حكومي في سيانجور، إن الكهرباء انقطعت عن المنطقة؛ مما أدى إلى تعطيل محاولات التواصل والاتصالات، مضيفاً أن السكان في منطقة سوجينانج لم يتمكنوا من إخلاء المنطقة، بسبب انهيار أرضي منعهم من الوصول.
وتلقى مئات من المصابين العلاج في مرآب مستشفى، وبعضهم تحت خيمة طوارئ. وبعض البنايات في سيانجور سوّاها الزلزال بالأرض تقريباً بينما وقف سكان قلقين حولها.
ولم يقيّم المسؤولون بعدُ النطاق الكامل للأضرار التي تسبب فيها الزلزال اليوم الإثنين. وقالت الوكالة الإندونيسية للأرصاد الجوية وعلوم المناخ والجيوفيزياء إن مركز الزلزال في سيانجور كان على عمق عشرة كيلومترات.
من جهتها، قالت فاني، التي كانت تعالج في مستشفى سيانجور الرئيسي، لقناة ميترو تي.في الإخبارية، إن حوائط منزلها انهارت خلال هزة ارتدادية، ولا تعلم شيئاً عن أمها وأبيها.
ونقلت رويترز عن شهود، قولهم إن البعض أخلوا مكاتبهم بحي الأعمال المركزي في جاكرتا، بينما قال آخرون إنهم شعروا بالبنايات وهي تهتز ورأوا قطعاً من الأثاث تتحرك بسبب الزلزال.
وفيما لا تزال السلطات تجمع المعلومات حول حجم الخسائر والأضرار، أظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة، فيما عم صوت بكاء الأطفال المدينة المنكوبة.
من غير المألوف
هذا وتحدث الزلازل بشكل متكرر في جميع أنحاء الدولة المترامية الأطراف، لكن من غير المألوف الشعور بها في جاكرتا.
وكثيراً ما تضرب إندونيسيا، وهي أرخبيل شاسع يقطنه أكثر من 270 مليون نسمة، الزلازل والانفجارات البركانية وأمواج تسونامي بسبب موقعها على "حزام النار"، وهو قوس من البراكين وخطوط الصدع في حوض المحيط الهادئ.
وفي فبراير/شباط، أسفر زلزال بقوة 6.2 درجة عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصاً وإصابة أكثر من 460 في مقاطعة سومطرة الغربية.
وفي يناير/كانون الثاني 2021، أدى زلزال بقوة 6.2 درجة إلى مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة نحو 6500 في مقاطعة سولاوسي الغربية.
كما تسبب زلزال قوي بالمحيط الهندي وموجات تسونامي في عام 2004 في مقتل ما يقرب من 230 ألف شخص في أكثر من 10 بلدان، معظمهم بإندونيسيا.