"الموقع بوست" يحاور ناشطة يمنية في المجال الإنساني حازت على وسام الإبداع والريادة للعام 2018م
- تعز - وئام الصوفي الإثنين, 14 يناير, 2019 - 09:09 مساءً

[ فازت إرتفاع القباطي بوسام الإبداع والريادة لعام 2018م في بيروت ]

لم يستطع الموت المنتشر في مدينة تعز جراء الحرب المستمرة للعام الرابع على التوالي منع المهندسة إرتفاع القباطي من التمييز وطرق أبوابه.

 

فقد فازت الناشطة في المجال الإنساني المهندسة إرتفاع القباطي في المسابقة الإقليمية لصانعي التغيير (وسام الإبداع والريادة لعام 2018م) ضمن فعاليات "المؤتمر العربي الثاني للإبداع والريادة العربي.. التحديات والتحولات"، الذي عقد في بيروت الشهر الماضي.

 

تأهلت المهندسة إرتفاع القباطي وفازت بجدارة، وحصدت المركز الأول، وتأهلت ضمن أفضل عشر شخصيات عربية ريادية، واستطاعت أن تحدث تغييرا ملموسا في مجتمعها، حسب تصنيف المركز، ونتائج التصويت.

 

إرتفاع القباطي تعمل مديرة لمركز التوعية البيئية في مدينة تعز وتترأس منظمة خيرية إنسانية وبيئية باسمها، عملت منذ بداية الحرب على حماية مدينتها من الأمراض البيئية ولم تقبل أن تقف مكتوفة اليدين أمام تلك المخاطر التي كانت تتربص بالأهالي.

 

"الموقع بوست" التقى بالفائزة بالوسام الذهبي المهندسة القباطي وأثناء اللقاء أكدت أن التكريم هو بمثابة دعم نفسي لتقديم ما في وسعها لخدمة مدينتها بعد أن خذلها المعنيون ومحاربتها وتوقيف مستحقات إدارتها لأسباب ضيقة، إلى نص الحوار:

 

* بداية حدثينا عن فوزك بالوسام الذهبي في المؤتمر الثاني للإبداع وكيف حدث ذلك؟

 

** مر عليا منشور الترشيح والشروط بادرت بالتسجيل لأنقل تجربتي كامرأة يمنية تعمل ميدانيا وفي أخطر المواقع تم قبول ذلك وكان من خلال إرسال أعمالي وعرضها على الجمهور للتصويت، الحمد لله هناك الكثير من أهلي وناسي في اليمن والمغتربين الذين يعرفون ما قدمت إرتفاع من أعمال بيئية وإنسانية لم يقصروا في دعمي وترشيحي عبر التصويت في نموذج جوجل والذي يستخدم لمرة واحدة فقط للتصويت والحمد لله كان عدد المرشحين 100 من عشر دول عربية حصلت فيها على المرتبة الأولى.

 

* ماذا كان شعورك عقب فوزك بالوسام؟

 

** حمدا لله أنه أنصفني فرحة لا توصف بعد خذلان الدولة لما قدمت وإجباري على تسليم معدات النظافة وقت حضور الدولة بدلا من تكريمي في محافظتي أراد الله أن يكون تكريمي عالميا وليس محليا وهنا ثقتي هي كن مع الله يكن معك.

 

* كيف كانت رحلتك إلى بيروت لاستلام الجائزة؟

 

** مشقة وتعب ويعتبر من أكبر التحدي وهناك وصلت اليمن قبل كافة الدول العربية رغم الحروب والقهر والحصار الذي تمر به بلادي بشكل عام وتعز بشكل خاص وهذا جعل جميع منسقي المؤتمر العربي يقولون بصوت واحد: اليمن تمرض ولكن لا تموت.

 

* هل حظيتِ باهتمام من قبل الحكومة الشرعية أو من السفارة اليمنية في بيروت؟

 

** أنا موظفة في صندوق النظافة لسنوات كنت أتمنى أن يدعمني الصندوق في تسهيل سفري وصرف بدل سفر كوني من أبناء الصندوق وسوف أمثل اليمن ولكن للأسف، أما بخصوص السفارة اليمنية لهم خالص الشكر والتقدير فقد قاموا باستقبالي فور وصولي مطار لبنان وتسهيل إجراءات الدخول وكذلك وقت العودة لليمن.

 

*هل فوزك هذا محطة عبور لتأمل تجربتك الشخصية في مجال التوعية أم أنه بداية لمشروع طويل؟

 

** مشروعي هو مشروع مستقبل وتغيير حتى لا يبقى الحال كما هو عليه، مشروع بيئي وإنساني، وستكون هناك مؤتمرات قادمة في بعض الدول العربية سأعمل جاهدة على تحقيق هدفي وهو أن تصبح تعز خالية من النفايات ومن ثم يطبق على كافة المحافظات اليمنية.

 

* أنتِ متخصصة في مجالات متعددة، ففي أي المحطات تجدين نفسك؟

 

** في المجال الإنساني والبيئي، فمنذ بداية الحرب ووقت غياب الدولة لم أنزح وأترك مدينة تعز تغرق بالقمامة، عملت على تجميع معدات النظافة من خطوط النار، وقمت بصيانتها وكونت مشروع نظافة مصغرا كان مقره منزلي، هناك من أحبوا تعز ساندوني ماديا في الديزل للمعدات، لرفع الضرر عن السكان، نسقنا مع منظمات داعمة لإنقاذ المدينة من كارثة محققة، فتحنا طريق الجامعة بعد السيطرة عليه مباشرة ودخلنا جامعة تعز بين الألغام لرفع مخلفات الحرب وأعادنا الصرح التعليمي، فقد ضحيت بأطفالي وقت وقوع صاروخ على منزلي كوني لم أنزح وأهرب وأترك مدينتي.. نجلي الأكبر أصيب بمرض القلب والأب بشظايا ومع هذا بقيت في تعز، حولت مواقع تكدس القمامات من مواقع ضارة إلى مواقع نافعة من خلال تغيير موقع تكدس نفايات إلى موقع صرف مياه الشرب وتحويل مواقع تكدس إلى ملاعب كرة قدم ومن ضمنها ملعب حول الشجرة في النسيرية.

 

* ما زلتِ تعملين في صندوق النظافة والتحسين ورأينا عددا من المنشورات لك في صفحتك الشخصية تشكو من احتجاز مستحقاتك من قبل إدارة الصندوق، لماذا الاحتجاز وعدم صرفها؟

 

** نعم بعد إجباري على تسليم المعدات الخاصة بالنظافة رغم أني قمت بإيجاد مقالب مؤقتة لكب النفايات وقت الحصار على المدينة، كانت هناك مديونية والتزامات للغير لم تسدد إلى الآن وأصبحت أنا الضحية ليعترضني أصحاب الدين في كل شارع للمطالبة بمديونية الديزل أو بعض اقطع الغيار التي كنت آخذها لإصلاح المعدات، كوني كنت أعمل بدون تحصيل لموارد أو رسوم نظافة.

 

أما بخصوص مستحقاتي الشخصية فهي منذ صدور قرار تعيني مديرا لمركز التوعية البيئية وممارسة عملي من المجلس المحلي في مديرية المظفر، تم احتجاز الملف وكافة التوجيهات من قبل مدير صندوق النظافة حسين المقطري دون وجه حق.

 

* ما هو تقييمك لواقع الوضع البيئي في مدينة تعز بين اﻷمس واليوم؟

 

** بالأمس كنا نعمل دون تحصيل إيرادات أو فرض رسوم نظافة على المحلات وكنا نعمل دون أن نضع نقاط تحصيل للبضائع وكان هناك عمل ملموس على أرض الواقع، الآن هناك دعم من السلطة المحلية وصرف رواتب ونقاط تحصيل إيرادات وتحصيل مباشر وغير مباشر وأسطول جديد من المعدات، ولكن هناك عشوائية السبب أن هناك من يريد أن يكون هو فقط صندوق النظافة، أصبح أبناء الصندوق هم دخلاء على الصندوق بينما الدخلاء فعلا والذين لا يفقهون بالأعمال البيئية هم صناع القرار.

 

* لك تجربة في مجال المجتمع المدني، ما هو تقييمك لعمل تلك المنظمات؟

 

** المنظمات لها دور كبير فقد قدمت الكثير في التخفيف من الألم والقهر الذي لحق بتعز وأهلها.

 

* باعتبارك فنانة تشكيلية، ما هي إسهاماتك في هذا المجال؟

 

** كانت لي مشاركات قبل الحرب وحصلت على العضوية في نقابة الفنانين التشكيليين ولكن أوقفت ريشة رسمي كون الحرب دمر كل جميل.

 

* ماذا تخططي للمستقبل؟

 

** نشر السلام في كل بقاع الأرض، وأن تكون تعز خالية من النفايات لتصبح عاصمة الثقافة اسماً ومضموناً.

 

* كلمة أخيرة تودين قولها عبر "الموقع بوست"؟

 

** أطالب الحكومة الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بدعم الشباب المبدعين، وتخصيص حصة للشباب في الدوائر الحكومية كونهم يعملون لأجل الوطن ولا يجدون من يدعمهم، بالإضافة إلى إنصاف المرأة اليمنية لتصبح صانعة قرار، كما أطالب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي والسلطة المحلية في تعز بالضغط على مدير صندوق النظافة في تعز حسين المقطري لتسليم مستحقات عمالي ومستحقاتي الشخصية والمديونية المحجوزة في صندوق النظافة.


التعليقات