قال إنه لم يرفع البندقية ضد أحد
حسن زيد في حوار مع "الموقع بوست": صالح لم يُقتل غدراً ولا نعرف مصير قحطان
- خاص الإثنين, 28 يناير, 2019 - 03:16 مساءً
حسن زيد في حوار مع

[ القيادي في جماعة الحوثي حسن زيد ]

حسن زيد من سياسي وعضو في اللقاء المشترك المعارض، إلى سياسي ورياضي في عهد الحوثيين، ويعتبر شخصية جدلية بامتياز، حيث يلفت أنظار الجميع بما يتبناه من مواقف ويتعرض للهجوم الواسع من قبل ناشطين وسياسيين في وسائل التواصل الاجتماعي وعبر شاشات التلفزة وغيرها من مواقع الرأي العام، وذلك بسبب ولائه المطلق للحوثيين.

 

الموقع بوست، وفي هذا الحوار الواسع يطرح على الرجل كل تلك الاستفسارات المتعلقة به وبمواقفه وبالواقع الذي يجري على صعيد الحرب والسياسة وعلى صعيد الخلافات بين الحوثيين وحزب صالح، والتي انتهت بمقتل صالح.

 

المفاوضات والحديدة وتعرض كاميرت لإطلاق النار ونقاط كثيرة يرد عليها هنا حسن زيد ومن موقعه كعضو في حكومة صنعاء.

 

نص الحوار

 

**حسن زيد أمين عام حزب وسياسي لديه تجربة في تحالف اللقاء المشترك، اليوم يقف مع الحوثيين وعضو في حكومة غير معترف بها. لو بدأنا هذا الحوار من هذه النقطة، ماذا يمكن أن يقول لنا حسن زيد؟

 

*بالنسبة لمشاركتنا في حكومة الإنقاذ فهو واجب كلفت به ولا أجيز لنفسي شرعاً ووطنياً أن أتخلف عن أدائه، ولو كلفت بالحراسة في الجولات أو حمل السلاح والمشاركة في الجبهة مع تقدم العمر بي لشاركت لأن المعركة عادلة لقبح العدوان ممارسة وأهدافا وكل يمني مستهدف فيه بالقتل بالقصف الجوي أو بالسحل والذبح كما شاهدنا جميعاً في تعز وجبل صبر وعدن وأبين أو القتل في سجون الاحتلال الصهيوني بأدوات إماراتية وعملاء يمنيين وانتهاك الأعراض كما هو متواتر والتجويع حد الموت بالحصار البري والبحري والجوي والغازات السامة التي ظهرت آثارها في التشوهات وانتشار الأمراض الوبائية، ومن كانوا يتوهمون أن العدوان لإعادة الفار عبدربه منصور هادي وحكومة الفنادق، لا بد أن أوهامهم تبددت بعد كشف العدوان عن نواياه وأهدافه الإجرامية تجاه الشعب اليمني والدولة اليمنية، يكفي من ذلك احتلال الموانئ والمطارات والجزر ومحاولة فصلها عن اليمن والسيطرة على أجزاء من الأراضي اليمنية بدعوى حفر أنبوب لمرور النفط وتدمير الآثار والطرق والمنشآت التي لم يسلم منها حتى القصر الجمهوري، بل الأكثر من هذا أن المحتل يتعامل مع عملائه وعلى رأسهم الفار هادي وكأنه معتقل يتحكمون في تحركاته ويملون عليه مواقفه وقراراته وأصبح السفير السعودي يتباهى بأن بإمكانه أن يفرض على هادي التنازل حتى عن سلطته.

 

أما أين أنا الآن وأين كنت؟ فكل اليمنيين تغيرت أحوالهم وأوضاعهم وظروفهم، والحمد لله على ما نحن عليه من نعمة الصحة والثبات على الموقف، ولَم أكن في أي يوم من الأيام صاحب سلطة أو باحث عن مكانة بل كنّا نمارس السياسية كواجب ديني ووطني وإنساني ولا نزال نؤدي نفس الواجب والدور وأرجو من الله أن يحسّن خاتمتنا وأن لا يميتنا إلا وهو راض عنا.

 

 **لماذا وزير الشباب والرياضة؟ أين هذه الرياضة في زمن الحرب؟

 

* كما قلت لقد كلفت بوزارة الشباب والرياضة ولَم اخترها، وقبلت في حكومة بحاح أن أكون وزير دولة ورغم كراهتي لذلك إلا أنني لم أتمكن أن أرفض التكليف، لأننا من ضمن من وقعوا على التعهد بدعم الحكومة التي سيشكلها بحاح، بل إني كنت أكثر المساهمين في صياغة الاتفاق والتعهد، وهذا ما أعلنته لحظة إعلان الحكومة، ولو كلفت بوزارة غير الشباب أو أي وظيفة لما وسعني الرفض لأني أعتبر الرفض نكوصا وتخلفا عن أداء واجب تعين علي، وكنا للعلم قد أعلنا في مؤتمر صحفي للقاء المشترك قبل إعلان حكومة الإنقاذ قرارانا بعدم المشاركة في الحكومة إلا إذا كلفنا بذلك، وعللنا أنا والأخ نبيل الوزير قرارنا بأن الحكومة لن تكون قادرة على صرف الرواتب ولن تستطيع مواجهة الالتزامات المالية التي يجب عليها لأن حكومة بحاح ومن قبلها حكومة باسندوة كانت قد أعلنت ذلك، أعني العجز عن سداد الرواتب إن لم تدعم من الخارج، وعللت حكومة باسندوة رفع أسعار المحروقات بأنها مهددة بالعجز عن سداد الرواتب، وكان هذا قبل العدوان والحصار وتجفيف موارد الدخل، النفط والغاز والجمارك، من خلال السيطرة على المنافذ الجمركية والحصار، وكانت الضرائب قد تدنت منذ ثورة 2011 للشلل الذي أصاب الجهاز الإداري وتوقف المواطنين عن سداد حتى فواتير الكهرباء والمياه ناهيك عن الضرائب.

 

وبالنسبة للشق الثاني عن الرياضة فالرياضة نشاط فردي ومجتمعي وهو يمارس بدعم وتخطيط الوزارة أو بدونها والاتحادات هي المسؤولة المباشرة عن التنظيم والتطوير، ودور الوزارة يقتصر على توفير الدعم الرسمي للأنشطة الرياضية من خلال توزيع موارد صندوق النشء والشباب على الأنشطة الثقافية والشبابية وفق خطط تتقدم بها الاتحادات أو تمويل المشاركات الرياضية ودعم الكشافة والمرشدات والفعاليات الشبابية وإنشاء مراكز التدريب النوعية، وقد حرصنا على استمرار ذلك ما أمكننا رغم شح موارد الصندوق وتناقصها نتيجة للظروف التي أوجدها العدوان، بل وحتى الجرائم التي باشرها العدوان بقصف مصانع الإسمنت ومنع استيراد المواد الخام لبعض المصانع الممولة للصندوق كمصنع التبغ وغير ذلك.

 

ومع ذلك إلا أن المبادرات المجتمعية عوضت إلى حد كبير، فلم تتوقف الأندية عن تنظيم دوريات ومسابقات، وكذلك لم تتوقف المشاركة الخارجية للاتحادات الرياضية كالطاولة والشطرنج وألعاب القوى والخيول وتنس الميدان والطاولة وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى كرة القدم التي شارك المنتخب الوطني ومنتخب الناشئين في المسابقات القارية، وحققوا العام الماضي خصوصا الناشئين نتائج مبهرة وكذلك الخيول وذوي الاحتياجات الخاصة، باختصار لم يتوقف النشاط ولَم يتوقف لأنه موجود قبل وجود المجلس الأعلى للرياضة وقبل وجود الوزارة وفِي ظل دعم الوزارة وبدون الدعم، صحيح إن عجزنا عن توفير الدعم وتمويل الأنشطة يعيق تطور اللاعبين والألعاب وقد يسبب لهم إحباطا شديدا وبالتالي يتدنى مستواهم وقد لوحظ ذلك في نتائج المنتخب الوطني الذي فضل الانتقال من الجمهورية وعسكر خارجها وحرم اللاعبين من المشاركة مع أنديتهم، كما أن توقف الدوري أثر كثيراً وحرم المدرب والاتحاد من تطعيم المنتخب باللاعبين الشباب، لكن مع ذلك الرياضة قياساً إلى ما نواجهه من عدوان وحصار تعبر عن إرادة الرياضيين في تحدي الظروف والصعوبات.

 

 **دعنا نخوض في الحديث معك عن الحرب والسلام لماذا الحوثيون يرفضون الالتزام بتنفيذ اتفاق السويد ويواصلون خروقاتهم ومستمرون في التعنت؟

 

* أنصار الله لا يرفضون تنفيذ اتفاق السويد بل العكس، الإمارات منذ مشاورات السويد وهي تحاول إفشال الوصول للاتفاق والعملاء التابعون لها عبروا عن رفضهم للاتفاق وأكدوا على أنهم لا يمكن أن يقبلوا إلا بالسيطرة على الحديدة والموانئ بالقوة العسكرية، وكذلك عملاء السعودية والقيادات العسكرية السعودية ووفد عبدربه منصور هادي لم يتردد في الإفصاح عن رفضه، فقط محمد بن سلمان خضع للضغط البريطاني نتيجة لموقفه الضعيف بعد إعدام خاشقجي وجه وفد هادي بعدم الاعتراض والتوقيع ولهذا شكره المبعوث الدولي، والثابت عندنا أن الخروقات مستمرة من قبل الغزاة المحتلين ولَم يتوقف إلا القصف الجوي بالأباتشي والطائرات الحربية واقتصر على القصف بالطيران المسير والمدافع بعيدة المدى من البحر والساحل المسيطر ولا تزال التحشيدات مستمرة، لم ينسب حتى الإعلام السعودي والإماراتي للأخوة أنصار الله القيام بعملية عسكرية واحدة ولَم ينسب لهم حتى تعزيز مواقعهم.

 

 **تتهمون رئيس الفريق الدولي بعرقلة تنفيذ اتفاق السويد، هل لك أن توضح لنا كيف تم التوصل إلى هذه النتيجة؟

 

*رئيس الفريق الدولي تبنى موقفا سلبيا من ترتيب بنود الاتفاق وأراد أن يعيد ترتيب البنود بما يتعارض مع مضمونه، ولهذا اختلف مع المبعوث الذي صاغ الاتفاق وأدار المشاورات مع الأطراف المشاركة.

 

رئيس الفريق بدأ بالنقطة الثالثة من الاتفاق وأصر على أن تنفذ قبل إعادة الانتشار وتسلم الموانئ، وهذا الإخلال في الترتيب سيفجر الأوضاع العسكرية ويغري الغزاة الذين لم يتوقفوا عن تعزيز مواقعهم وحجم قواتهم من اقتحام المدينة وبالتالي التسبب في مجزرة بحق المدنيين، لقد قدم نفسه وكأن مهمته ليست تنفيذ الاتفاق وإنما إزالة الحواجز التي تعيق جريمة اقتحام المدينة وارتكاب مجازر.

 

**الحوثي متهم بإطلاق النار على موكب كاميرت؟ أيعقل أن يصل الأمر إلى هذا النوع من المغامرات؟

 

* الذي أطلق النار على موكب الفريق هو الطرف الآخر وتسبب في قتل اثنين من المجاهدين الذين كانوا يقومون بإزالة الحاجز أمام موكب الفريق، وكاميرت نفسه يعلم أن جنود الاحتلال الإماراتي هم الذين أطلقوا عليه النار ولكنه فضل عدم إدانتهم كي لا يتصادم مع السعودية والإمارات وليبقي على علاقاته معهم، لم يقل أحد إن أنصار الله هم الذين استهدفوه وهو يعيش في المدينة ويتنقل فيها وفِي الميناء، ومن أطلق النار عليه هدف إلى تبرير تعزيز التواجد العسكري الدولي الذي قد يكون ممهداً للتدخل العسكري الأمريكي البريطاني المباشر، ليس من مصلحة اليمن تهديد الفريق الأممي بل العكس.

 

**البعض يقول إن حسن زيد ظهر على حقيقته في هذه الحرب، وهو الولاء المطلق للمذهبية والعنصرية وأن كل الشعارات التي كنتم ترفعونها بشأن المساواة والمواطنة والديمقراطية مجرد زيف، ما ردك؟

 

* العكس من يتهمون حسن زيد بالطائفية والمذهبية هم المذهبيون الطائفيون الذين يبررون عمالتهم للصهيونية التي تنفذ الإمارات والسعودية مشروعها في تفكيك المنطقة، لأنهم ينفون عنا يمنيتنا ويوصمونا بالفرس والمجوس والرافضة... إلخ من النعوت الطائفية والمذهبية والعرقية. نحن ندافع عن كرامتنا عن حقنا في الحياة عن استقلال وسيادة قرارنا، وهم يبيعون مواقفهم وأنفسهم ووطنهم خدمة للمشروع الصهيوني ويتبنون مخاوفه من إيران التي لا وجود لها في اليمن.

 

من هو الطائفي؟ نحن ندعو للحل السياسي والمشاركة من الجميع في إدارة الوطن، ونقدّم نموذجا رغم الاختراقات في إدارة المناطق التي لا تزال تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى نقدم نموذجا للتعايش اليمني اليمني بل والإنساني، فسكان صنعاء من مختلف الوطن يعيشون بكرامة وحقوق متساوية، رغم الخروقات والأخطاء التي تطال الجميع بصرف النظر عن المنطقة والمذهب والحزب، والأحزاب في صنعاء حتى التي قياداتها في الخارج مع العدو تنشط وتشارك، وقارن أنت بين التعايش الحاصل في عدن والمناطق المحتلة وكذلك تعز.

 

من هو الطائفي نحن الذين يرأس حكومتنا ابن عدن ويشارك فيها أبناء اليمن كله أم الذي يهدد ويتوعد بالتصفية العرقية والمذهبية ويمارسها فعلا بالذبح والسحل؟

 

نحن نؤمن بالمساواة ونناضل من أجل تحقيقها ونجسدها واقعاً رغم العدوان ومحاولته القذرة تفكيك المجتمع اليمني إلى أجزاء متناحرة على أساس جهوي ومذهبي ومناطقي وجغرافي وعرقي.

 

**ماذا عن حزب الحق؟ أين هو بعد أن تشتت الأحزاب وتلاشت وتراجع دورها؟

 

* حزب الحق موجود بقدر ما تسمح الظروف الاستثنائية التي فرضها العدوان والحروب التي جرفت الحياة السياسية وفرزت واقعا أمنيا وعسكريا قيد النشاط السياسي وأعاقه، 42 جبهة وعدوان لأربع سنوات واستهداف متعمد للسياسيين بالقتل (قائمة الأربعين الإرهابية) تجعل من النشاط السياسي محدود جدا.

 

 **لماذا الحرب الآن؟ هل هناك مبررات لاستمرارها؟

 

* الحرب أعلنت على اليمن من واشنطن، أعلنها السفير السعودي آنذاك بعد انتزاع السعودية موافقة الإدارة الأمريكية على شن العدوان، وأهداف السعودية كما أفصحت عنها السيطرة على باب المندب والشواطئ اليمنية على ساحل البحر الأحمر والبحر العربي وفرض واقع تفكيك اليمن إلى أجزاء ليسهل عليها ضم أراضٍ تربطها بالبحر العربي والسيطرة على حقول النفط الواعدة وأهمها حقل نفط الجوف كما ذكر أنور عشقي في محفل صهيوني. العدوان أهدافه واضحة وسلوكه في تنفيذها لم يعد خفياً على أحد إلا من أعمت الأموال السعودية والإماراتية عيونهم، والإمارات لها وظيفة تقوم بها خدمة للمشروع الصهيوني التوسعي والمتمثل في تفكيك الدول والمجتمعات العربية والقضاء على مقومات وجود هذه الدول لتكون إسرائيل عبر عملائها من الحكام العرب الذين يعتقدون أن وجودهم واستمرارهم رهن بأدائهم لما تريده إسرائيل منهم، لتكون إسرائيل هي الدولة الوحيدة الذي تمتلك القدرة على تدمير أي محاولة لبناء قوة أمنية وعسكرية تحد من مطامعها، كما تفعل في ليبيا وعملت في العراق وسوريا، العدوان سيستمر حتى يتحقق النصر وتكسر إرادة المعتدي ويقتنع أنه لا يمكن أن يحقق للصهيونية في اليمن ما تريده.

 

**ماذا تقول عن اللقاء المشترك والتجربة التاريخية؟

 

* اللقاء المشترك استحق الإشادة والإعجاب من كل من المتابعين السياسيين اليمنيين والعرب بل وغيرهم، وهو تجربة سياسية رائدة لا تزال محل اهتمام وتقدير لدرجة أن الكثير من المفكرين السياسيين العرب دعوا إلى الاقتداء بها.

 

 **أنت تتزعم اللقاء المشترك وتصدر بيانات باسمه بينما الأحزاب الأساسية المكونة للمشترك انفرط عقدها؟

 

* انا أرأس اجتماعات قيادات أحزاب المشترك الموجودين بصنعاء أحياناً بطلب من الإخوة الزملاء لكبر سني وربما كي يقل كلامي، ودوري هو إدارة الاجتماع ليس أكثر، والبيانات تعبر عن إرادة المجتمعين الذين يتمسكون بالإطار الذي جمعهم في مشروع سياسي رائد جسد الوحدة الوطنية على مشروع سياسي أعلن عنه في وثيقة الإصلاح السياسي، والتزم بمواقف وطنية تمكنت من تحقيق التوازن السياسي بين سلطة إرادة اجتثاث ما تبقى من مظاهر الديموقراطية والتعددية السياسية وتحويل النظام الجمهوري إلى نظام وراثي فردي.

 

وتمكن فعلاً من منع ذلك وشارك في الثورة الشبابية الشعبية التي قادت عملية التغيير التي أجهضت بالاستقطاب العسكري والسيطرة عليها بالقوة العسكرية التي أفرزتها المواجهات وتحت التهديد بتدمير المدن الرئيسة وتحويلها إلى ساحات معارك بين الحرس الجمهوري والقوى الموالية للنظام ومن انضموا للثورة وسيطروا على قرارها وبالاتفاقية الخليجية وآليتها التنفيذية التي فرضت بالقوة، وتحت تهديد بالتصفية الكاملة لقوى الثورة كما حدث لقوى الثورة في البحرين كما أفصح عن ذلك السفير الأمريكي آنذاك. اللقاء المشترك أصبحت الحاجة إليه أكبر مما كانت، وانضمام بعض قيادات الأحزاب التي شاركت في تأسيس وقيادة اللقاء المشترك لا يعني أن الفكرة والمضمون والشكل لم يعودوا موجودين لأن من غادروه يمتلكون نفس الحق للمتمسكين به، والانقسام طال الأحزاب كل الأحزاب بدون استثناء، بعضهم تحول إلى أداة وغطاء للعدوان والاحتلال والبعض الآخر متمسك بتاريخه وثقافته ووطنيته ونحن منهم، والأساسي والفرعي مسألة نسبية.

 

 **لماذا قتلتم صالح؟ هل هو خلاف تطور أم أنه كان ثأرا واضحا؟

 

* أرفض الصيغة الاتهامية بقولك لماذا قتلتم صالح؟ فنحن لم نقتل أحدا ولَم نرفع البندقية أو المسدس في وجه أحد، بل أني لم أطلق في حياتي طلقة واحدة إلا عام 1974م من مسدس في سائلة وادي ظهر على نصع ولَم أكررها قط، وإذا صححت السؤال وأعدت صياغته ليكون لماذا قتل صالح؟ فإن الإجابة ستكون بسؤال: لماذا قاتل صالح؟ لماذا أعلن الانتفاضة وشكل المجاميع المسلحة في الأمانة وقسمها أربعة مربعات وكل مربع مقسم إلى مربعات تولى قياداتها عسكريون، وقطعت طرق صنعاء وباقي المحافظات، وسيطرت القوات المسلحة التي استغرق إعدادها أشهر على عواصم بعض المحافظات كمدينة المحويت ومدن كمدينة خمر وغيرها واستولت القوات المسلحة التي وجهها صالح على أغلب مؤسسات الدولة ومعسكراتها في العاصمة، وأعلنت الأخبار من قناة اليمن اليوم والعربية وأخواتها الانتصار والقضاء على الحوثيين بصنعاء وغيرها، كما أعلن فرار بعض القيادات ومنهم أنا. لم يعلن صالح الانتفاضة صباح 2 ديسمبر إلا وقد تم من الليل اقتحام وزارات ومؤسسات ومعسكرات ومنازل للمحسوبين على أنصار الله، وقبلها كانت قواته قد قتلت قنصاً العشرات من الذين شاركوا في السبعين واختطفوا عددا لا بأس به منهم وأعدموهم، وكان مخطط الاستيلاء على العاصمة وقطع الطرق على الجبهات واقتحام مساكن القيادات المحسوبة على أنصار الله قد عرفت وعرضت على قيادات المؤتمر الذين أنكروا علمهم بها ورفضهم لها، وعرضت على "صالح" نفسه واعترف بوجودها وبررها بحاجة المؤتمر لحماية نفسه، ولهذا رفضت أغلب قيادات المؤتمر الشعبي إن لم نقل كلها باستثناء عدد محدود يقف على رأسهم طارق عفاش الذي استدرج عمه ومناه وجره إلى موقف اتفق هو والإمارات عليه، ويقال إن صالح نفسه طلب ضمانات واشترط شروط على التحالف بضمانات روسية وأمريكية وغيرها.

 

باختصار قتل صالح في معركة أعلن عنها هو بنفسه ورفض كل الوساطات التي حاولت منع الحرب وتجاهل مناشدة السيد عبدالملك الحوثي له والذي حكمه على الأنصار والمؤتمر، وسواء قتل في بيته أو في الطريق بعد محاولته الفرار من صنعاء فإنه كان طرفاً في معركة قتل فيها المئات، وكان يمكن لولا لطف الله أن يقتل فيها الآلاف وتتسبب في كوارث لا يمكن تخيلها.

 

ولَك أن تسأل لو انتصر صالح أو القوات التي قاتلت باسمه كم كان سيقتل من المحسوبين على أنصار الله؟ ولو طال أمد المعركة كم كان سيكون عدد الضحايا؟

 

والخلاصة لم يقتل صالح غيلة ولا غدرا ولَم يعدم بعد أن سلم نفسه كما حدث للسيد حسين، لقد قاتل هو ومن معه حتى قتل، وليس انتقاما لأنه لو كان كذلك كانوا سيقتلونه بعد سيطرتهم على صنعاء.

 

 **العلاقة بين الحوثي والمؤتمر في صنعاء ماذا عنها؟

 

* بالنسبة للعلاقة بين المؤتمر وأنصار الله الظاهر أنها الآن أفضل مما كانت عليه في مرحلة من قبل، فقد خلت من أي أزمة أو توتر، والمؤتمر شريك فاعل ومؤثر سواء على مستوى المجلس السياسي الأعلى أو الحكومة أو الوفد الوطني أو حتى في التعيينات بمجلس الشورى، والبرلمان يؤدي دوره في جلد الحكومة والرقابة عليها، بينما نحن المحسوبين على أنصار الله لتحالفنا معهم أقصينا من المشاركة في الوفد الوطني للمشاورات، وبدلاً من أن تزداد مشاركتنا في مجلس الشورى تنفيذا لمخرجات الحوار يحظى المؤتمر بالزيادة، والواضح أن قيادة أنصار الله حريصة على تعزيز التحالف مع المؤتمر وتوسيع مشاركته.

 

 **أين زميلك في اللقاء المشترك محمد قحطان؟

 

* الذي أعلمه أن الأستاذ محمد قحطان اعتقل عقب إعلانه بيان الترحيب بقرار شن العدوان على اليمن وتبنيه لذلك، ومن يومها وهو مخفي كوزير الدفاع محمود الصبيحي وفيصل رجب ومنصور ناصر وربما آخرين، وقد بذلنا الكثير من الجهد لمعرفة أين هو وطالبنا بالإفراج عنه بعدما اتضحت نوايا العدوان وسيطرة الاحتلال المصحوبة باغتيالات القيادات المحسوبة على الإصلاح في المحافظات الجنوبية والاعتقالات المهينة للكثير منهم والتي وصلت حد الاغتصاب كما نشر وأذيع في قناة الجزيرة، لاعتقادي أن محمد قحطان لا يمكن أن يظل على نفس الموقف ولأنه يملك المهارة في إدارة الحوار والتقارب بين الإصلاح والقوى التي كانت على قطيعة معه كالاشتراكي، لكننا لم نظفر بخبر خصوصا بعد بدء المفاوضات حول إطلاق الأسرى، وآخر خبر ما نسب للأخ محمد البخيتي من أن التبادل سيشمل الأستاذ محمد قحطان.

 

**هل تتوقع سلاما؟ وكيف؟

 

* أتمنى أن يتحقق السلام منذ لحظة بدء العدوان، بل منذ أن بدأت المواجهات في الجوف وحاشد ودماج بصعدة وشاركنا في كل جهد لوقف الحروب بين اليمنيين ومنعها، وناشدنا العالم الضغط على دول العدوان لوقف عدوانها، وشاركنا في مفاوضات جنيف 2 ونشارك في اَي فعالية تهدف لتحقيق السلام، لكن السلام متوقف على وصول محمد بن سلمان إلى قناعة بأن استمرار العدوان يمثل خطراً على وصوله للمركز الأول اسماً وواقعاً، والإدارة الأمريكية هي القادرة على إقناعه وأمره بوقف العدوان أو الموافقة على رغبته في وقف العدوان إن اقتنع بأهمية وضرورة الخروج من المستنقع، ولكي يصل لهذه القناعة يجب استمرار الصمود والتصدي للعدوان وتركيز الجهد لاستنزافه.

 

وكذلك الأمر بالنسبة لمحمد بن زايد، أما بالنسبة للقوى اليمنية العميلة فإن انقطاع المدد والتمويل سيجبرهم على البحث عن السلام والقبول بالشراكة الوطنية في إدارة السلطة والثروة، وسيكتفون بما جنوه من أموال كثمن للدماء التي سفكت والدمار الذي حل كثمن لتبريرهم للعدوان والاحتلال وتقديمهم الغطاء له وحشد المستأجرين للقتال.

 

**يقول البعض إن الحوثيين معروفين ومشهورين بنكثهم لكل اتفاقات السلام من زمن بعيد وليس من اليوم؟ فلماذا ترمون بالفشل على الآخرين؟

 

* من يرددون هذه التهمة للأخوة أنصار الله لم يحددوا الاتفاقات التي انقلب عليها أنصار الله، والثابت العكس تماما، فمن يتهمون أنصار الله أنهم ينكثون دون شاهد أو قرينة يجاهرون بنكثهم للاتفاقات التي وقعوا عليها، وعلى سبيل المثال اتفاق السلم والشراكة الذي وقع أنصار الله عليه ووقعت معهم المكونات والأحزاب السياسية الاثنا عشر تنصل ويتنصل من الاتفاق الإصلاح وغيرهم، وفِي ظل الهدن التي أعلنت عنها الأمم المتحدة تم الاستيلاء على عواصم المحافظات من قبل قوات الاحتلال والمستأجرين، فما هي الاتفاقات التي انقلب عليها أنصار الله؟

 

ذكرونا باتفاق واحد! لا يوجد أي اتفاق وقعه أنصار الله ونقضوه أو انقلبوا عليه فيما أعلم وأنا متابع.


التعليقات