[ هل ينهي حوار جدة لعبة تبادل الأدوار بين الرياض وأبوظبي؟ ]
مرت مسيرة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بمحطات ومسارات ومنعطفات متعددة، خلال خمس سنوات منذ تدخله العسكري ضد جماعة الحوثي، لإعادة الشرعية في اليمن.
وفي مسار العلاقة مع الشرعية اليمنية، وبين التحالف العربي ذاته، جرت مياه كثيرة، إذ تصدع التحالف من داخله، وأدت الخلافات لخروج دول خليجية كقطر من التحالف العربي ذاته، فيما شهدت العلاقة بين الشرعية وبعض دول التحالف تصدعا هي الأخرى، وبلغت ذروتها بقيام احدى دول التحالف بشن الحرب على جيش الشرعية اليمنية ذاتها.
وعلى صعيد التحالف العربي ذاته برزت محطات كثيرة على صعيد العلاقة بين الرياض وأبو ظبي كقائدتين للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وبرغم أن محطات عديدة منها بدا فيها تقاطعا في المواقف، والتحركات بين الرياض وأبو ظبي في اليمن، فإن قيام الرياض بدور شرطي اطفاء حرائق ابو ظبي في جنوب اليمن كان الأكثر وضوحا، خصوصا في أحداث محافظتي سقطرى والمهرة والانقلاب المسلح على السلطة الشرعية في العاصمة عدن.
في محافظة سقطرى عملت الرياض على حل الخلاف بين الحكومة اليمنية والإمارات واطفئت حرائق ابو ظبي التي أشعلتها هناك بمساعدة أدواتها الممثلة بالمشائخ والمجلس الانتقالي لكنها لم تعمل - كعادتها - على إنهاء تدخل أبو ظبي فيما اعتبرته الحكومة اليمنية هناك بالسيادة الوطنية، فلم تلبث أن عادت أبو ظبي لممارساتها المضرة بالأمن والاستقرار في الجزيرة من باب آخر.
انقلاب عدن
أوضحت أحداث عدن مدى التماهي بين أبو ظبي والرياض، وتقاسمهما لعب الأدوار، فعلى رغم التصعيد الإماراتي الخطير والذي وصل ذروته بالانقلاب المسلح الكامل على سلطات الرئاسة والحكومة اليمنية في العاصمة عدن، وعقبها محافظة ابين، وقيام طيران ابو ظبي بقصف قوات الجيش الوطني، والنداءات المستمرة من الحكومة اليمنية والرئاسة للمملكة بإيقاف دولة الإمارات واستمرار دعمها لما وصفته الحكومة بالمليشيات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من قبل الامارات، فإن المملكة ازاء كل ذلك لم تحرك ساكنا واكتفت ببيانات التهدئة والدعوات للحوار.
الاأر الذي يرجح صحة القول بان ابو ظبي والرياض تتبادلان تقاسم الادوار في اليمن وكلاهما يعملان على اضعاف دور السلطة الشرعية ودعم وتشجيع المليشيات المسلحة التي تنازعها سلطاتها في المناطق المحررة.
المهرة تكشف وجه الرياض
في الحديث عن التنازع وأطماع الدولتين، فإن نظرة فاحصة إلى الدور السعودي والتدخلات والممارسات الفجة لها في محافظة المهرة تكشف الوجه الحقيقي للرياض.
في محافظة المهرة كشرت الرياض عن أنيابها، وخرجت عن كل المألوف عنها، إذ لا تزال تعمل وبكل الوسائل والسبل للسيطرة على المحافظة، لاهداف متعددة.
المهرة أوضحت بما لا يدع مجال للشك أن للرياض أطماع لا تختلف عن أطماع أبو ظبي.
حوار جدة
برغم تعثره حتى اللحظة فإن حوار جدة الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية يعد المسار الفاصل في العلاقة بين أبو ظبي والرياض والشرعية من جهة أخرى.
فمهما كانت نتائج حوار جدة فإن النتيجة الأهم هي تحديد العلاقة بين الشقيقتين ببعضهما وبالشرعية اليمنية من جهة أخرى.
وحتى ذلك الحين فمن المؤكد يبقى أن القرار السعودي بات مختطفا من قبل أبو ظبي، وتداعيات فلتان القرار السعودي عن أروقة الحكم، تداعياتها مستمرة على المملكة وعلى أشقائها.